رغم كل ما قيل حول لقاحات كوفيد-19، وما يمكن أن تسببه من مخاطر مثل الجلطات وغيرها، تستمر الأبحاث العلمية حول جدوى هذه اللقاحات التي تلقاها عددٌ هائل من سكان العالم.
وفي جديد الطب، وجد باحثو "مايو كلينك" أن تلقي لقاح كوفيد-19، قد لا يقلل فقط من خطر إصابة الشخص بكوفيد طويل الأمد، ولكنه قد يخفّض أيضاً من الأعراض لدى الأشخاص الذين يُصابون بكورونا.
اكتشف باحثو مايو كلينك، أن مرضى كوفيد طويل الأمد الذين تلقَّوا اللقاح قبل الإصابة بالفيروس، كانوا أقل عُرضة للإصابة بأعراض مثل: آلام البطن وألم الصدر والدوخة وضيق النفَس؛ وفقاً لدراسة نُشرت في Journal of Investigative Medicine (جورنال إنفيستيجيتف ميديسين).. ويُعتقد أن هذه الدراسة هي من بين أولى الدراسات التي بحثت قدرة لقاحات كوفيد-19 على تقليل أعراض كوفيد-19 طويلة الأمد.
نتائج غير متوقعة للقاح كوفيد-19
يقول الدكتور جريج فانيشكاتشورن، المدير الطبي لبرنامج مايو كلينك لتأهيل النشاط بعد كوفيد، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "كانت هذه النتائج مفاجئة للغاية بالنسبة لنا؛ فقد تُظهر هذه الدراسة أن اللقاحات يمكن أن تكون مهمة حقاً لمرض كوفيد طويل الأمد، ويمكن أن تساعد في تقليل شدّة الحالة".
كان هناك أكثر من 768 مليون حالة مؤكدة لكوفيد-19 على مستوى العالم منذ عام 2020؛ وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
عدد المصابين: 20% أصغر من سن الـ65 عاماً، و25% فوق الـ65 عاماً سيصابون بحالة ما بعد كوفيد-19، المعروفة أيضاً باسم كوفيد-19 طويل الأمد.. يمكن أن تشمل الأعراض: الإرهاق وضيق النفَس، وصعوبة التركيز، وألم الصدر وألم البطن.
شملت الدراسة 477 مريضاً سعَوا للحصول على علاج لكوفيد طويل الأمد في مايو كلينك في الفترة ما بين 27 مايو 2021 و26 يوليو 2022.. وقد تلقّى ما يزيد قليلاً عن نصف المرضى لقاحَ كوفيد-19 (فايزر أو مودرنا أو جونسون آند جونسون) قبل الإصابة بالفيروس.
ووجدت الدراسة أن المرضى الذين تلقَّوا اللقاح، كانوا أقلَّ عُرضة للإصابة بآلام في البطن بمقدار النصف؛ مقارنةً بالمرضى الذين لم يتلقَّوا اللقاح.. كما كان المرضى الذين تلقَّوا اللقاح، أقلَّ عُرضة للإبلاغ عن أعراض أخرى، بما في ذلك: فقدان حاسة الشم، وألم في الصدر، والدوخة والخدَر، وضيق النفَس، والرُعاش والضعف.
لم يكن هناك فرق كبير بين المرضى الذين تلقَّوا اللقاح، والذين لم يتلقَّوه في الإبلاغ عن: الإرهاق وآلام العضلات، وتسرّع القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
نحو المزيد من الأبحاث لفهم تأثير لقاح كورونا
إن المزيد من الأبحاث ستساعد العلماء على فهم كيفية تأثير لقاح كوفيد-19 على أعراض كوفيد-19 طويلة الأمد– خاصة مع المتحورات الأحدث للفيروس، وِفق الدكتور فانيشكاتشورن.
الذي يقول: "لقد مرت ثلاث سنوات منذ أن بدأنا العمل لأول مرة مع المرضى الذين يعانون من مرض كوفيد طويل الأمد.. ونحن بحاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم ما يحدث على المستوى الخلوي للتسبب في هذه الأعراض.. إذا استطعنا أن نفهم بشكل أفضل؛ فإن ذلك سوف يؤدي إلى علاجات جديدة لكوفيد طويل الأمد".