للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، يبث عدد من سكان المستعمرات الإسرائيلية، جُملة من الاستغاثات من داخل منازلهم، فيما يعتقدون أن قوات الاحتلال قد تخلت عنهم، منذ مباغتة حركة "حماس" إلى منطقتهم، وذلك بحسب تقارير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية.
وبحسب المصدر نفسه، يقول أحد سكان مستعمرة "كيبوتس بئيري"، إيلي ميسيكا، "من فضلكم أرسلوا القوات، هناك عدد من الجرحى هنا، وجل المنازل باتت محترقة"، وذلك عقب تنفيذ حركة حماس الفلسطينية بجناحها العسكري كتائب القسام، هجمات مفاجئة في الساعات الأولى من صباح السبت، على أراضي الاحتلال الإسرائيلي.
وفي السياق نفسه، لجأ عدد من سكان المستعمرات الإسرائيلية، إلى بث شكواهم وإرسال استغاثتهم عبر "القناة التلفزيونية الإسرائيلية" كوسيلة مباشرة بالنسبة لهم، من أجل التحدث إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ويشار إلى أنه، منذ فجر اليوم السبت، حمل أخبارا غير سارة في "إسرائيل"، بعد أن شنت المقاومة الفلسطينية هجوما "تاريخيا" وغير مسبوق شمل قصفا كثيفا طال الجنوب، والقدس المحتلة وتل أبيب ومواقع أخرى، بالتزامن مع اقتحام بري واسع النطاق لعدد من المستوطنات المحاذية لقطاع غزة.
وأسفرت عملية "طوفان الأقصى" حتى الآن عن سقوط عشرات القتلى والجرحى الإسرائيليين، فضلا عن أسر عدد آخر غير معروف حتى اللحظة، فيما شنت قوات الاحتلال عدوانا كبيرا على القطاع أسفر حتى الآن على حوالي 200 شهيد.
وفي هذا الصدد، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن "المقاومة حذّرت الاحتلال والعالم مرارا وتكرارا، بأنها لن نسكت أمام ما يجري في القدس والمسجد الأقصى حتى لو صمت الجميع".
وأوضح هنية، عبر كلمة له، ألقاها عقب تنفيذ عملية "طوفان الأقصى"، أن "أكثر من 6 آلاف من أسرانا يقبعون في سجون الاحتلال"، مشيرا إلى أن "هذه معركة بداية التحرير لقدسنا وأرضنا وشعبنا، وتحرير أسرانا من سجون الاحتلال".
وأضاف المتحدث نفسه، موجّها كلمته إلى كافة أبناء الشعب الفلسطيني: "أنتم اليوم على موعد مع نصر عظيم وفتح مبين، لقد شاهدتم هذه الصورة والعملقة من هؤلاء المقاتلين المؤمنين الشجعان" مؤكدا أن "طوفان الأقصى الذي أعلنه قائد أركان المقاومة محمد الضيف، وتقوده على الأرض حركة حماس بقيادة يحيى السنوار، وبالاشتراك مع كافة فصائل المقاومة وأبناء شعبنا".