في فضيحة جديدة، تضاف إلى زيف الرواية الإسرائيلية والغربية والتي يُراد تثبيتها بقوة اللامنطق لتبرير الحرب الغاشمة على قطاع غزة، حاول الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، تقديم دليل مزعوم على أن حركة حماس تنوي تطوير أسلحة كيميائية.
عرض الرئيس الإسرائيلي وثيقة للتدليل على روايته، لكن تبين أنها عبارة عن سيرة ذاتية لمهاجم مركز التجارة العالمي رمزي يوسف ولا تحتوي على تعليمات حول كيفية تطوير أسلحة كيميائية.
ففي مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز”، قدم إسحاق هرتسوغ ما قال إنه دليل “رسمي” لتنظيم القاعدة لعام 2003 والذي ادعى أنه يحتوي على تعليمات حول كيفية صنع الأسلحة الكيميائية.
وزعم أنه تم العثور على الوثيقة على جثمان أحد مقاتلي حماس الذين نفذوا عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول / أكتوبر الجاري
وقال إسحاق هرتسوغ عن الوثيقة: “إنها مواد للقاعدة.. حماس لا تختلف عن داعش والقاعدة.. في هذه المواد كانت هناك تعليمات حول كيفية إنتاج الأسلحة الكيميائية”.
وبحسب موقع ميدل إيست آي، الوثيقة التي قدمها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، منسوبة إلى سرايا اللجنة العليا، إحدى كتائب الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين”، ومزينة بشعار مرتبط بتنظيم الدولة (داعش).
والكتاب المؤلف من 30 صفحة، وهو متاح بسهولة على شبكة الإنترنت، لا يحتوي على أي تعليمات حول كيفية صنع الأسلحة الكيميائية لكنه يشير إلى حياة يوسف المولود في الكويت أثناء عمله في تنظيم القاعدة، وخاصة دوره في هجوم عام 1993 على مركز التجارة العالمي.
وتؤكد الوثيقة، الداعمة لتنظيم القاعدة والتي تشيد بيوسف كبطل، على خلفيته الأكاديمية في الكيمياء من جامعة سوانسي، والتي أهلته لدوره الجهادي فيما بعد.
وتشير صفحة أخرى من الوثيقة إلى خطة بوجينكا، التي تضمنت تفجير 11 طائرة في طريقها من آسيا إلى الولايات المتحدة في عام 1995، فضلا عن اغتيال البابا “الصليبي” يوحنا بولس الثاني.
وجاء في أحد النصوص أنه “تمت دراسة استخدام غاز الفوسجين أيضًا، وهو سلاح كيميائي أقوى بعشرين مرة من غاز الكلور، والذي تسبب في 70 بالمائة من الخسائر البشرية في معارك الحرب العالمية الأولى، والذي يقتل ضحيته بشل الرئتين”.
ويقضي يوسف، واسمه الحقيقي عبد الباسط محمود عبد الكريم، حاليًا عدة أحكام بالسجن مدى الحياة في أحد سجون الولايات المتحدة بسبب تورطه في تفجير عام 1993 الذي أودى بحياة سبعة أشخاص.
يُشار إلى أن الحرب الإسرائيلية الراهنة على قطاع غزة، فضحت زيف الغرب وترويجه إدعاءات باطلة حاولت النيل من المقاومة الفلسطينية لتبرير المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة.
وعلى الرغم من تراجع البيت الأبيض عن تصريح للرئيس الأمريكي جو بايدن، والذي اتهم المقاومة بذبح نساء وأطفال في عملية طوفان الأقصى، إلا أن الإدارة الأمريكية لا تتوقف عن ترويج هذه المزاعم.
وهذا التزييف والتضليل جزء من شرعنة المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، والتي وُصفت بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.