دخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ 55 تواليًا، تزامنًا مع تمديد التهدئة الإنسانية المؤقتة في اللحظات الأخيرة ليوم سابع (اليوم الخميس) مع توقف الغارات الجوية، واستمرار تجاوزات الاحتلال، وتسجيل تحليق للطائرات الحربية والاستطلاعة، مع ترقب الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى في إطار صفقة التبادل الجزئية.
وأفاد مراسلنا أن حالة من الارتياح سادت لدى المواطنين مع إعلان تجديد التهدئة قبل نحو 10 دقائق من موعد انتهاء اليوم السادس عند الساعة السابعة صباحًا، بعدما حبسوا أنفاسهم لاحتمال تجدد العدوان.
وذكر مراسلنا، أن أعدادًا كبيرة من المواطنين عادوا فجر اليوم إلى مراكز الإيواء بعدما غادروها مع بداية الهدنة إلى منازلهم؛ إثر الأنباء الأولى عن تعثر الاتفاق على تجديدها هذا اليوم.
وأضاف أن المواطنين الذين عادوا لمراكز الإيواء غادروها مجددًا إلى منازلهم بعد إعلان تأكيد تجديد التهدئة.
إعلان تمديد التهدئة
وأعلنت حركة حماس -صباح الخميس- الاتفاق على تمديد الهدنة الإنسانية ليوم سابع وهو اليوم الخميس.
وجاء إعلان حماس قبل دقائق من موعد انتهاء الهدنة التي استمرت حتى الان 6 أيام كانت تنتهي الساعة السابعة صباحًا.
من جهته، أكد الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية، عن التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة ليوم إضافي (اليوم الخميس) بالشروط السابقة نفسها، وهي وقف إطلاق النار، ودخول المساعدات الإنسانية، في إطار وساطة دولة قطر المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية( قنا)، استمرار تكثيف الجهود بهدف الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
التطورات الميدانية
وعلى صعيد الوضع الميداني، أطلقت قوات الاحتلال أطلقت النار تجاه الأراضي الزراعية شرق خانيونس، في تجاوز جديد لتفاهمات وقف إطلاق النار، وفق مصادر محلية.
كما أفاد مراسلنا، أن زوارق الاحتلال الحربية المتكركزة في عرض البحر أطلقت عدة قذائف تجاه ساحل دير البلح وخانيونس، وسط قطاع غزة وجنوبه.
وكررت قوات الاحتلال في الأيام الماضية إطلاق النار والقذائف في عدة مناطق بقطاع غزة؛ ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين وإصابة نحو 20 آخرين.
إلى ذلك يواصل الدفاع المدني ومواطنون متطوعون البحث عن مفقودين في المناطق التي يمكن الوصول إليها مع مناشدات بإدخال خبراء ومعدات للمساعدة في عملية انتشال الجثامين وإزالة الأنقاض.
وأكد الناطق باسم الدفاع المدني الرائد محمود بصل أن فرقهم انتشلت نحو 250 جثة لشهداء من الشوارع والطرقات في مدينة غزة وشمال قطاع غزة، خلال الأيام الخمسة الماضية من الهدنة المؤقتة.
وقال بصل في تصريحات صحفية: إن 90% من هذه الجثث متحللة ومجهولة الهوية، لمكوثها مدة طويلة ملقاة في الشوارع، من دون أن تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليها وانتشالها، جراء حدة الغارات الجوية الإسرائيلية والتوغل البري في عمق مناطق مدينة غزة وشمالها.
وأشار إلى أنه كان من الصعب التعرف عليها لما لحق بها من تشوه كبير نتيجة تعرضها لنيران كثيفة وتحولها إلى أشلاء وكذلك لتحللها، بسبب بقاء غالبيتها في الشوارع والطرقات منذ بداية العملية البرية وتوغل دبابات وآليات الاحتلال في عمق مدينة غزة ومدن ومناطق شمال القطاع.
وأكد أنه منذ اللحظة الأولى لدخول اتفاق الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ، تحركت فرق شكلها الدفاع المدني لهذه الغاية، ومسحت الشوارع والطرقات في المناطق التي تمكنت من الوصول إليها في مدينة غزة وشمال القطاع، والتي لا توجد بها الدبابات والآليات الإسرائيلية، وكانت المشاهد مؤلمة وصادمة، مشيرًا إلى أن هناك مناطق كثيرة لم تتمكن الفرق من الوصول إليها لأنها محفوفة بمخاطر كثيرة.
يشار إلى أن قوات الاحتلال تطلق النار دون تردد على كل متحرك، وعلى مواطنين حاولوا الوصول إلى منازلهم لتفقدها، كمحيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، ومستشفيي الرنتيسي والنصر للأطفال في حي النصر شمال مدينة غزة، ومناطق أخرى متاخمة للسياج الأمني الإسرائيلي في شرق القطاع وشماله.