أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيفوز في الانتخابات التشريعية المقبلة رغم قناعة الرأي العام بأنه يستغل الحرب الدائرة في قطاع غزة للبقاء في منصبه، وانتقادات بتشدده وتزمته في التعامل مع القضية الفلسطينية.
وأوضح مقال بصحيفة تايمز أوف إسرائيل أن استطلاعين للرأي أجرتهما صحيفة معاريف، التي تصدر باللغة العبرية في وقت سابق من هذا الشهر، أظهرا أن نتنياهو يتقدم بنقطتين مئويتين (42%) على منافسه الرئيسي، وزير الدفاع السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس، وذلك لأول مرة منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
ومع ذلك، يرى كاتب المقال الدكتور جيمس دورسي -وهو زميل أول مساعد بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة- أن الائتلاف "القومي المتطرف والمحافظ للغاية" بزعامة نتنياهو سيعاني الأمرين في الانتخابات للفوز بأغلبية برلمانية، حيث يتوقع أن يحصل على 54 مقعدا على الأكثر من أصل 120 مقعدا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي).
ووفق المقال، فمن المرجح أن يراهن نتنياهو على أن فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، من شأنه أن يعزز فرص فوز ائتلافه الحاكم بشكل كبير، نظرا لأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يؤيد سياسات ضم الأراضي الفلسطينية التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي.
ونقل دورسي في مقاله عن الصحفي ديفيد إيساخاروف أن ترامب، عندما كان رئيسا، "منح إسرائيل تحت إدارة نتنياهو تفويضا مطلقا لتوطيد احتلالها للضفة الغربية، وتعزيز إرث رئيس الوزراء في إخضاع الفلسطينيين وتركهم مع الاختيار القاتم بين الخضوع أو المقاومة. لقد رأينا جميعا كيف انتهى ذلك في 7 أكتوبر/تشرين الأول".
"نتنياهو لم يؤمن قط بأي اتفاقيات مع الفلسطينيين"
ويشير المنتقدون إلى أن نتنياهو مدفوع بأيديولوجية قومية متشددة وانتهازية سياسية، وأنه على وفاق -في كثير من النواحي- مع القوميين المتطرفين من أمثال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وأنه ليس واقعا تحت رحمتهم حسب ما يظن كثيرون، وفق مقال الصحيفة الإسرائيلية.
ولطالما اعتقد المحللون أن بن غفير وسموتريتش يحدون من قدرة نتنياهو على المناورة من خلال تهديده بانهيار الحكومة إذا أبدى ضعفا في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وأشار دورسي إلى أن الكاتب اليساري غدعون ليفي ذكر في مقالة نشرتها صحيفة هآرتس أن "نتنياهو ظل على مر السنين متمسكا بأيديولوجيته، على عكس منتقديه، ولم يؤمن قط بأي اتفاقيات مع الفلسطينيين. فهو متدين ملتزم يؤمن بالعيش بالسيف إلى الأبد، ولم يحِد عن ذلك قط".
وبدوره، يعتقد رئيس تحرير هآرتس، ألوف بن، أن الاحتلال "هو الهدف الذي يقاتل نتنياهو من أجله، حتى على حساب حياة الرهائن (الإسرائيليين) المتبقين وخطر حرب إقليمية".
ويمضي دورسي في مقاله بصحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى التأكيد على أن المشكلة تكمن في ما سماه "أمل إسرائيل الكاذب" في أن ينقلب الفلسطينيون بشكل جماعي على حركة حماس، مما يعكس قناعة تستبعد حدوث تغيير كبير قريبا في المواقف الإسرائيلية تجاه التوصل إلى تسوية بشأن الأراضي والاعتراف بالحقوق الفلسطينية.