قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، كان له دور في تحقيق اختراق على صعيد إزالة عقبة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه حمل معه خلال لقاء جمعه السبت مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رسالة واضحة من ترامب مفادها بأن الوقت قد حان لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت في تقرير مطول حول الدور الذي لعبه هذا المستثمر العقاري والمتبرع لحملة ترامب الانتخابية، أن ويتكوف أخبر نتنياهو بأنه يتعين عليه تحديد خياراته وبأنه يتعين عليه منح المفاوضين الصلاحية لاتخاذ القرارات، وذلك بحسب مصدر مطلع على المحادثات التي جرت بينهما. وأضاف المصدر ذاته للصحيفة الأميركية أن ويتكوف قال إنه إذا رفض نتنياهو العمل بهذه الطريقة، فإن على الجميع جمع أغراضهم والذهاب إلى بيوتهم.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن ويتكوف أوصل الرسالة نفسها إلى الوسطاء العرب (قطر ومصر)، مشيرة إلى أن مبعوث ترامب قام يوماً قبل ذلك خلال وجوده في العاصمة القطرية الدوحة بإخبار الوسطاء أن الوقت قد حان لإبرام اتفاق، بدل مواصلة التحركات الدبلوماسية بدون أفق زمني، وذلك بحسب معلومات حصلت عليها من الوسطاء وشخص مطلع على المحادثات.
ولفتت الصحيفة إلى أن ويتكوف الذي تجمعه صداقة مع ترامب لم يلتحق بالعمل الدبلوماسي إلا أخيراً، لكنها أشارت إلى أن الضغط الذي مارسه كان في التوقيت الصحيح، مستحضرة أن كلا الطرفين كانا يميلان إلى التوصل إلى صفقة، وفي ظل تحذير ترامب من أنه "سوف يندلع الجحيم" إذا لم يتم إبرام اتفاق. وبحسب مصادر "وول ستريت جورنال" فإن تحذير ترامب كان موجهاً إلى كلا الطرفين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي. وأضافت أن ويتكوف قال لنتنياهو "الرئيس أبان أنه صديق كبير لإسرائيل، والآن حان الوقت لرد الجميل".
مباشرة بعد ذلك، كما تورد الصحيفة، أرسل نتنياهو أحد معاونيه الرئيسيين ورؤساء أجهزة الاستخبارات إلى الدوحة للمشاركة في اجتماعات مكثفة دامت لأسبوع وتوجت بالتوصل إلى اتفاق ظل يراوح مكانه طيلة أسابيع قبل ذلك. وأعلنت دولة قطر، اليوم السبت، أنّ الاتفاق سيبدأ في تمام الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت المحلي. وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، في منشور على حسابه في منصة إكس، إنه "بناءً على التوافق بين أطراف الاتفاق والوسطاء سيبدأ وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تمام الساعة 8:30 من صباح يوم الأحد 19 يناير بالتوقيت المحلي في غزة". يأتي هذا بعد أن صدّقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بعد منتصف ليلة الجمعة السبت، على الاتفاق الذي ينص على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بحسب ما جاء في بيان رسمي مقتضب نشره مكتب نتنياهو.
في الأثناء، قالت "وول ستريت جورنال" إن المحادثات المكثفة التي شارك فيها مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، فشلت مراراً في وضع حد للحرب على غزة، مشيرة إلى أنه رغم أن بنود الاتفاق الموضوعة على الطاولة لم تتغير كثيراً خلال ثمانية أشهر، فإن الوضع اختلف هذه المرة، وأدت سلسلة من الأحداث إلى دفع الطرفين إلى تقبل الضغط المناسب.
ضمانات ترامب الشفهية
وفي ما يخص المرحلة المقبلة من المحادثات التي سيتم خلال الخوض في كيفية إنهاء الحرب على غزة، قالت "وول ستريت جورنال" إنها قد تشهد اختلافات أكبر في ظل تمسك حركة حماس بالانسحاب الكامل لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع، وهو ما يقابل برفض إسرائيلي. وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة أن الرئيس الأميركي المنتخب طمأن الاحتلال بأنه في حال خرقت حماس الاتفاق، فإن الولايات المتحدة ستدعم عودة الاحتلال الإسرائيلي إلى شن الحرب على غزة، وذلك بحسب تأكيد مصدر مقرب من فريق ترامب. وأضاف المصدر ذاته أن واشنطن ستعمل على عدم تمكين حركة حماس من لعب أي دور في إدارة القطاع في المستقبل.
من جهة أخرى، ذكر تقرير "وول ستريت جورنال" أن إحدى النقاط الأساسية التي ساهم ويتكوف في التغلب عليها في الأيام الأخيرة تمثلت في المخاوف لدى قادة حركة حماس من عودة الاحتلال الإسرائيلي إلى شن عدوانه بعد تسلم محتجزيه خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وأشارت إلى أن ويتكوف قال إنه إذا التزم الجميع بالاتفاق، فإن ترامب سيدعم مفاوضات ذات مغزى في المرحلة الثانية، بحسب شخص مطلع على المحادثات. وقالت إن الوسطاء أوصلوا هذه التطمينات إلى حماس، مضيفة أن حركة المقاومة الفلسطينية، التي طلبت في السابق ضمانات مكتوبة بوقف الحرب الإسرائيلية، مضت قدماً بناء على ضمانات ترامب الشفهية، وفق الوسطاء.