عبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن غضبها لاقتحام قوة من جهازي "الوقائي" و"المخابرات العامة" منزل الأسير القائد الشيخ جمال أبو الهيجا بحثاً عن نجله حمزة، بعد يومين من تحطيمها لزجاج سيارته وملاحقته في المخيم". فقد استنكر وزير الأسرى السابق المعتقل في سجون الاحتلال وصفي قبها استهداف أجهزة السلطة "لمنازل رموز الشعب الفلسطيني وقادة نضاله ضد الاحتلال في مخيم جنين"، معتبرًا ذلك انتهاكا للأعراف الفلسطينية وتطاولا على موروث القيم التي رسختها دماء الشهداء وعذابات المعتقلين. وقال في تصريح صحفي وصل [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] نسخة عنه إن "اقتحام أجهزة أمن السلطة لمنزل القيادي بحماس الشيخ الأسير جمال أبو الهيجاء تحمل رسالةً ذات دلالاتٍ خطيرةٍ على ثقافة الشعب الفلسطيني وتاريخه النضالي". وأضاف قبها في التصريحٍ الذي سربه من سجن "هداريم" أن "واجب السلطة أن تحمي عائلات أسرى الشعب الفلسطيني وتوفر لها مقومات الثبات والصمود"، واصفاً ذلك "بأقل الممكن في ظل عجزها عن إطلاق سراح أوليائهم، لا أن تقتحم منازلهم وتفتشها وتلاحق عوائلهم وتنتهك الحرمات". واعتبر اقتحام منزل الأسير أبو الهيجاء الذي أفنى زهرة شبابه في سجون الاحتلال عملاً "معيبًا وشائنًا"، مطالبًا السلطة بالكف عن هذه الممارسات التي لا تخدم غير الاحتلال. ويقضي الشيخ أبو الهيجاء حكمًا بالسجن لتسعة مؤبداتٍ في سجون الاحتلال بتهمة قيادته لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس والمسئولية عن تنفيذ هجماتٍ مسلحةٍ ضد الاحتلال ومشاركته في الدفاع عن مخيم جنين إبان الحملة الإسرائيلية على المخيم عام 2002. [title]شكوى قانونية[/title] من جهتها، أوضحت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أنها تلقت شكوى من عائلة الأسير أبو الهيجا. ونقلت عن زوجته أم عبد السلام قولها "قامت قوة كبيرة بكسر باب المنزل دون إعطائنا وقتا كافيا لنرتدي ما يسترنا ودخلوا المنزل بطريقة تثير الرعب والخوف وبدأوا بتفتيشه، والعبث بمحتوياته دون مراعاة الحرمة الشخصية. حيث قاموا بتفتيش غرف النوم وقلبها رأسا على عقب والاطلاع على رسائل كان زوجي أرسلها من سجنه، والاطلاع على صور خاصة، واستمر التفتيش حتى الساعة الثالثة والنصف فجرا، انتهى بمصادرة جهاز حاسوب والتهديد بضرورة أن يسلم نجلي حمزه نفسه". وأضافت "منذ اعتقال زوجي وأنا المسؤولة الوحيدة عن أبنائي الستة أرعاهم وأحاول حمايتهم. فأربعة منهم تم اعتقالهم بالتناوب بين أجهزة أمن السلطة وقوات الاحتلال. ابني عماد الدين اعتقل قبل عامين وتعرض لتعذيب شديد لديها، وهو لا زال يعاني من آلام شديده في عموده الفقري نتيجة ضربة بقضيب حديد على ظهره". وتعاني أم عبد السلام من أمراض خطيرة، حيث أنها مصابة بسرطان في الرأس وانسداد في شرايين القلب، حيث أن الأجهزة الأمنية على علم تام بوضعها الصحي. وكانت قد أجرت عملية قسطرة قبل يومين فقط من اقتحام منزلها. ودعت المنظمة العربية الرئيس المصري محمد مرسي للضغط على رئيس السلطة محمود عباس لوقف هذه الانتهاكات بحق الأسرى وعائلاتهم، "فمن غير المقبول الاستمرار بهذه الاعتداءات الجسيمة في ظل الاحتلال". كما دعت المنظمة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى القيام بدور فعال لوقف هذه الانتهاكات "فأجهزة امن السلطة مستمرة في مداهمة المنازل والاعتقال والتعذيب الأمر الذي يضاعف معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.