نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيليّة تحقيقًا أعده رونان بيرجمان ويوفال روبوفيتس تحت عنوان: "كان يجب أن يُقتلوا منذ زمن طويل: الفرص الضائعة لاستهداف الضيف والسنوار". تناول التحقيق محاولات إسرائيلية عديدة لتصفية القياديين في حركة حماس، يحيى السنوار ومحمد الضيف، والفرص التي أُهدرت لتنفيذ هذه العمليات، رغم الخطط الدقيقة التي وضعتها الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
وفقًا للتحقيق، كان يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، الذي حمل الاسم الرمزي "أ. س"، ومحمد الضيف قائد هيئة أركان كتائب القسّام، الملقّب بـ "الملك"، على رأس قائمة الأهداف الإسرائيلية لسنوات. ومع ذلك، فشلت المحاولات المتكررة لاغتيالهما بسبب تردد القيادة السياسية، خاصة من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
من بين هذه المحاولات، كانت هناك خطة سرية أُطلق عليها اسم "الحقوق المزدوجة"، وضعت مطلع عام 2023 بهدف تصفيتهما بشكل متزامن. لكن نتنياهو امتنع عن إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذها، كما جُمّدت عملية أخرى بقرار من رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي، الذي رأى أن احتمالات نجاحها ضئيلة.
التحقيق كشف أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أعدت خططًا سرية لاغتيال السنوار والضيف قبل هجمات السابع من أكتوبر 2023، لكنها تأجلت مرارًا. اعتقد نتنياهو أن الردع الإسرائيلي كان كافيًا لكبح حركة حماس، ما دفعه لتأجيل العملية مجددًا بعد عملية "الدرع والسهم" في أيار/ مايو 2023، التي استهدفت قيادات حركة الجهاد الإسلامي.
كما أشار التحقيق إلى أن رئيس حكومة الاحتلال الأسبق نفتالي بينت أوعز باغتيال السنوار والضيف في أيار/ مايو 2022، لكن الخطة لم تكن جاهزة، وسقطت حكومته بعد أسبوعين.
خطة "الحقوق المزدوجة"
الخطة التي أعدها جهاز الشاباك، وجهاز الاستخبارات العسكرية، وسلاح الجو الإسرائيلي، استندت إلى دروس الفشل السابقة، لا سيما خلال عملية "حارس الأسوار" وفق التسمية الإسرائيلية التي توازيها فلسطينيًا تسمية "سيف القدس"، حيث لم تنجح "إسرائيل" في القضاء على السنوار والضيف. تضمنت الخطة مقترحين منفصلين لاغتيالهما، لكن الأجهزة الأمنية رأت ضرورة تنفيذ العمليتين بشكل متزامن لضمان النجاح.
في ختام التحقيق، أشارت الصحيفة إلى أن التردد السياسي حال دون تنفيذ هذه العمليات، رغم توفر الجاهزية الاستخباراتية والقدرة على التنفيذ. وقد لخّص أحد المصادر الأمر بعبارة: "عندما أرادوا لم يتمكنوا، وعندما باتوا قادرين لم يرغبوا"، حتى أصبح الأوان قد فات.
