11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
13.56°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة13.56°
الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
4.31جنيه إسترليني
4.51دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.76يورو
3.2دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.31
دينار أردني4.51
جنيه مصري0.07
يورو3.76
دولار أمريكي3.2

خشية إسرائيلية من ضغط أمريكي للانتقال إلى المرحلة الثانية في غزة

سلطت وسائل إعلام عبرية الضوء على الخشية الإسرائيلية من زيادة الضغوط الأمريكية للانتقال إلى المرحلة الثانية في اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، لاسيما مع تفضيل المسؤولين في تل أبيب لخيار إبقاء الوضع الراهن.

وقال المسؤول السابق الرفيع في جهاز الشاباك الإسرائيلي يوسي عمروسي: "الأسبوع المقبل سيتوجه نتنياهو إلى اجتماع بالغ الأهمية مع ترامب، هذا ليس مجرد اجتماع دبلوماسي روتيني، بل خطوة قد تكون مصيرية. ستتضمن المناقشات أسئلة جوهرية حول استمرار الحملة ضد إيران، ومستقبل حزب الله، والوضع في الشمال، فضلاً عن مسألة قطاع غزة، وكيفية التعامل مع الوضع فيه من هذه المرحلة فصاعداً".

وأضاف عمروسي في مقال نشره موقع ويللا، أن "الحديث عن ساحة غزة، وقبل أي نقاش استراتيجي، لابد من توضيح أمر هام، يتمثل بالإصرار على عودة آخر جثمان جندي قتيل في غزة قبل اتخاذ أي قرار سياسي أو عسكري آخر، وهذا شرط لا يمكن تجاوزه، لأنه كلما تعمقت في دراسة الواقع في غزة، كلما اتضحت لي نتيجة قد لا تكون بديهية، وهو أن إنهاء الوضع الراهن فيها، على الأقل في الوقت الحالي، هو خيار غير مفضل لتل أبيب".

وأشار إلى أنه "من الأفضل المضي قدماً في المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، التي تتمحور حول نشر قوة متعددة الجنسيات تهدف لنزع سلاح حماس، وصولاً لواقع لا وجود فيه لجيش حماس، ولا حكم لها في غزة، وهذا الافتراض، وبكل صراحة، لا يصمد أمام اختبار الواقع، فإسرائيل تتمتع حاليًا بموقع استراتيجي قوي لم تشهده منذ سنوات طويلة، وبعد فترة طويلة من ضبط النفس، والخوف من التصعيد، والالتزام بمبدأ التناسب، تبنت تل أبيب في هذه الحرب صورة "المُتنمِّر" الإقليمي بالمعنى الاستراتيجي للكلمة".

وأكد أن "هذا المفهوم قد يبدو فظًا، لكنه يحمل دلالة رادعةً، فإسرائيل تتصرف بقوة، وتبادر بالهجوم، وتضرب حيثما ومتى يناسبها ذلك، والمنطقة بأسرها تدرك هذا الأمر، فحزب الله يمتنع عن رد فعل كبير حتى في مواجهة الاغتيالات شبه اليومية، ليس لضعف تكتيكي، بل لإدراكه ميزان القوى، والثمن الذي سيدفعه، كما تتلقى تل أبيب حاليًا دعمًا من قوة أكبر، هي الولايات المتحدة، التي ترى في عدوانها تحقيقًا لمصالح مشتركة".

ولفت إلى أن "النقطة المحورية الأخرى تتمثل بأنه لا توجد قوة متعددة الجنسيات في العالم قادرة على نزع سلاح حماس، ليس لأنها فكرة مبتكرة للغاية، بل تفتقر للأدوات والحافز والإرادة اللازمة لمحاربة منظمة مسلحة متجذرة وعنيدة وقاسية، التي أعلنت مرارًا وتكرارًا أنها لن توافق على ذلك، وهذه المرة، وعلى عكس التحذيرات والخطابات الرنانة التي سُمعت قبل السابع من أكتوبر، من الأفضل تصديق هذه التصريحات، وأخذها على محمل الجد، بزعم أن القوة الوحيدة القادرة على نزع سلاحها هي الجيش الإسرائيلي، وليس أي جهة أجنبية أخرى".

وأكد أنه "حتى لو تجاهلنا هذا، وافترضنا وجود هذه القوة، فإن أسئلة أكثر صعوبة تبرز حول هوية جنودها تحديدًا، وتوجههم، ومهماتهم العملياتية، لأنه عندما تُطرح احتمالات مشاركة باكستانية وإندونيسية، وحتى تركية، يصعب تجاهل السؤال الأساسي المتعلق بالولاء والمصالح، ولا تقل أهمية عن ذلك طريقة الانتشار، فإذا تم نشر القوة على الجانب الإسرائيلي من الحدود، فلن تكون هناك حاجة إليها، أما إذا تم نشرها في الأراضي التي تسيطر عليها حماس، فسيضرّ ذلك حتمًا بالقدرة العملياتية للجيش، ويحدُّ من حريته في العمل".

وأضاف أنه "في هذه الحالة، ستدفع تل أبيب ثمناً أمنياً باهظاً مقابل حلٍّ زائف، وهنا تكمن ميزة الوضع الراهن، إذ تُحكم إسرائيل سيطرتها الكاملة على شرق القطاع، وتحاصر المنطقة التي تُسيطر عليها حماس من جميع الجهات، دون محور فيلادلفيا، أو معبر رفح مفتوحا، وتُخضِع دخول المساعدات لسيطرتها، بالتنسيق مع الأمريكيين، ويُتيح التواجد البري سيطرة استخباراتية، بينما تُمكّن القدرة الجوية من التدخل، بما يخدم المصالح الأمنية، ويجب الحفاظ على ذلك إلى حين اتخاذ قرارٍ واعٍ وواضح بنزع سلاح حماس، وإزاحتها من السلطة في غزة".

وختم بالقول إن "نزع سلاح حماس يعني تدمير أنفاقها، ومواقع إطلاقها، ومصانع أسلحتها، ولا شك أن إسرائيل بحاجة لاتفاقيات أمريكية، ولكن إذا نظر ترامب إلى الواقع، وليس من خلال خطط نظرية، بل من خلال الوضع على الأرض، فقد يدرك أن بناء القمة قبل وضع الأساس ليس وصفة للاستقرار، وإذا أرسلت إسرائيل رسالة واضحة ومتوازنة وحازمة، فهناك ما يدعو للاعتقاد بأن البيت الأبيض سيختار التعاون مع نهج قائم على القوة والسيطرة، وفهم واقعي للشرق الأوسط".

المصدر: فلسطين الآن