19.43°القدس
19.03°رام الله
18.3°الخليل
23.42°غزة
19.43° القدس
رام الله19.03°
الخليل18.3°
غزة23.42°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

خبر: فلنشعل قناديل صمودها وصمودنا

كانت زوجتي تنشر الغسيل على سطح المنزل فخرج لها المستوطن الذي أسكنته سلطات الاحتلال قصرا بجانب بيتنا عاريا وأخذ يقوم بحركات جنسية، وأخذت زوجتي تصرخ مفزوعة فتجمّعنا حولها ولمّا أردنا أن نهجم عليه أطلق الرصاص في الهواء ثم وجّهه فوق رؤوسنا فنزلنا عن السطح، ليس هذا فقط فغالبا ما نصلّي الفجر وبجانبنا وبقرب مداخل بيوتنا تصدح الموسيقى ويشرب الخمر وتترك الزجاجات على أبوابنا وتكتب العبارات المقذعة على حيطان بيوتنا وترمى علينا القاذورات، ويضرب أولادنا بمجرد ما يخرجون من باب البيت، وإذا خرب أيّ شيء في البيت كالحمام والمواسير أو البلاط لا نستطيع إصلاحها بسبب الضرائب والتكاليف التي يفرضها علينا الاحتلال، ومع ذلك نحن صامدون ولو أصبحت بيوتنا في القدس حصيرة في الشمس بلا ماء ولا غذاء". هذه شهادة سمعتها من أحد رجال القدس يتحدث فيها عن جزء بسيط من المعاناة الكبيرة التي يعيشها أهل القدس فوق الاحتلال بدون أدنى مقومات العيش المقبول! قد يحتمل المقدسيون شظف العيش والعراك اليومي مع العدو وقلة الموارد الحياتية ما دام هناك باب يقفل عليهم ويستر كل ما نقص في حياتهم، ولكن عندما ينعدم الأمن والسكن تصبح الحياة جحيما يضاف إلى جحيم الاحتلال يجب أن يكن للقدس في عالم الثورات وربيع العرب معنى مختلفا، وأن يكون الأمل بالتحرير أكبر والإصرار على العودة أشد عزما، إلاّ أنّ النشاط النضالي خارج فلسطين وقلبها القدس يضلّ أحيانا رمزيا وقاصرا عن إحداث التأثير المطلوب في أرض المعركة في فلسطين ودعم المجاهدين على خط التماس الأول مع العدو الصهيوني وتعزيز صمودهم، وبقدر ما هو مهم الحشد والعمل على أطراف وأكناف فلسطين بقدر ما هو أهم أن يترجم العمل إلى واقع على أرضها، ومن هنا تأتي أهمية المشاريع التي تستثمر في دعم صمود أهلنا في فلسطين، وهي المعركة الأطول مدة وأبقى أثرا. • وكان من المشاريع المهمّة التي بادرت إليها نقابة المهندسين الأردنيين، لجنة مهندسون من أجل فلسطين والقدس، في مثل هذا الوقت من كل عام حملة إعمار البيوت المقدسية التي يشكّل أهلها رأس حربة في الدفاع عن المسجد الأقصى في وجه المؤامرات الصهيونية والاقتحامات المتكررة، وهم يعانون الأمرّين من وضع مساكنهم حيث أنّ 20.5 بالمئة من بيوت القدس في البلدة القديمة لا تصلح للسكن الآدمي وتحتاج لترميم جذري، و49. بالمئة تحتاج إلى ترميمات داخلية وخارجية، كما أنّ هناك أهدافا أخرى للمشروع ومنها الحفاظ على المعالم التاريخية والحضارية للمدينة المقدسة والحفاظ على هويتها الإسلامية، حيث أنّ كثيرا من المباني يعود إلى العصور المملوكية والأيوبية والعثمانية، وهذا الهدف يكتسب أهمية عظمى في ظل سياسات التهويد المسعورة التي تخضع لها مدينة القدس لتغيير أسماء شوارعها ومبانيها ضمن خطة تمتد إلى عام 2020، حيث ينفق الإسرائيليون سنويا مليارا و19 مليونا من أجل التهويد وبناء المستوطنات في القدس بالذات من خلال عشر جمعيات كبيرة تعمل في مجال الاستيطان والتهويد، كما ويهدف مشروع الإعمار إلى توفير منازل للعائدين إلى البلدة القديمة بعد بناء جدار الفصل العنصري. • ولأن العدو الصهيوني يعي أهمية هذه المشاريع في تدعيم الوجود الفلسطيني في القدس، فإنّ بلدية الاحتلال تراقب أعمال الترميم وتحاول إعاقتها بمنع مواد البناء من الدخول إلاّ بأوقات وشروط معينة، ومنع الأيدي العاملة من خارج القدس من العمل، ومع ذلك فقد تم بحمد الله إنجاز عدة مشاريع إعمار، ومنها مشروع ترميم وتأهيل وقف نسيبة الدجاني والبيت الذي يعود تاريخه إلى العهد العثماني يقع على يمين الطريق المؤدي لباب الملك فيصل ويفصله عن حدود المسجد الأقصى المبارك مسافة أمتار قليلة، كما وتم ترميم عدة مساكن عند باب حطة ومنطقة الطور، وما زال هناك ثلاثة آلاف عقار والكثير من المنازل المهددة في الانتظار. وفي الوقت الذي تشهد فيه الدول العربية طفرة عمرانية غير مسبوقة حوّلت مساحاتها إلى كتل أسمنتية، وقلبت مراعيها الخضراء إلى حجارة صماء تحيط بالبشر من الجهات الأربعة حاجبة ضوء الشمس ومجرى الهواء! وفي الوقت الذي أصبح الاستثمار في الإسكان من أنجح وأفضل المشاريع، يقوم المستوطنون الصهاينة، وبالذات الذين يعيشون في القدس وهم الأكثر إرهابا وتطرفا، بهدم جدار في منازلهم أو إحداث حفرة فيه، والهدف من ذلك أن يتذكّروا دائما عند مشاهدته أنّ ملكهم ومنازلهم وحياتهم كلها ناقصة إلى أن يُبنى الهيكل الذي به فقط ستكتمل سعادتهم واستقرارهم! قد نقول أنّهم مجانين ومتطرفين، ولكنهم يدللون أنّهم متمسكون بقضيتهم، ولو كانت باطلة، وأنّهم يسخّرون حياتهم في خدمتها مهما طال أمد تحقيقها! ونحن العرب نتفنن في زخرفة بيوتنا حتى تصبح بهجة للناظرين وننسى قضايانا وننسى بيوت الله الأسيرة والمنتهكة والمدنسة! ننسى المسجد الأقصى الذي فرّغه الصهاينة من تحته بالأنفاق فما يمسكه إلاّ لطف الله، ننساه بينما الصهاينة يحضّرون حجارة الهيكل وبقرة الهيكل وأدوات الذبح المذهبة، هم يجهّزون والعرب يزدادون انغماسا في لهوهم متناسين عمارة بيوت الله المقدسة التي جعلها الله وجهة المستقبل في المعركة الفصل والمحشر والمنشر، وأفاض البركة على كل من تعلّق بالمسجد الأقصى وعمل له. ينتقص الصهاينة بيوتهم قصدا حتى لا تهنأ نفوسهم بالمعيشة وتركن إلى الجمال والدعة، ونحن بيوتنا ألهتنا عن ديننا ودنيانا وأنستنا بيت الله المقدس الذي ارتحل له الرسول صلى الله عليه وسلم ليسلّمنا مقاليده ويثبت وراثتنا له، نسينا أن نتمثّل باسم الله القدوس الذي تنتسب القدس له ومعناه المنزَّه عن كل نقص وشبهة، نسينا أن نتمثّل القدسية ونطبّقها ونحفظها في حياتنا وفي المقدسات، ونريد أن ندخل الجنة بحفظ أسماء الله الحسنى مع أنّ الحديث يقول: «إنّ لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة»، والإحصاء ليس الحفظ وإنّما التخلق والممارسة والعمل، وبغير ذلك لن نفهم أو ننتسب إلى اسم الله القدوس، ولقد قال رسول الله لأحد الصحابة: «لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟!» • نملك كل الأسباب والمحفزات الدينية والتاريخية والواقعية لدعم المشروع واعتباره جزءا من جهادنا بالمال المقدم على النفس، وأن نخلف المجاهدين في أهليهم ولو بالقليل، أو نكون كعثمان بن عفان الذي اشترى الجنة بماله مرات، إنّها القدس...ميزان إيمان الأمة، أهلها، بيوتها، مساجدها تحتاجنا للثبات حتى لا يضيع الأقصى. يروي التاريخ أنّ الأمويين لما فرغوا من بناء القبة وإعمار المسجد بقي عندهم آلاف الدنانير التي أوقفوها للمسجد فقرر الخليفة أن يعطيها للمهندسين اللذين أشرفا على البناء فردّا المال له وقالا: «لو نقص على الأقصى مال لكان حري بنا أن ننفق عليه مالنا وحلي نسائنا». • نستطيع أن نغيّر تاريخ النكبات والنكسات ونكتب صفحة جديدة من الصمود والإعداد، ونستطيع أن نبقى منكوبين نجترّ خيبتنا وهزيمتنا، ونلخّص فلسطين في علم وحطة وأغنية ومسيرة. • هي القدس وأهلها صامدون يجاهدون ويعملون وينتظرون، فإن عملنا معهم فلنا بإذن الله أجر الرباط والجهاد وهو أقل العذر بين يدي الله وتثبيت لوجودنا الغائب وأقدامنا المغتربة في أرضنا إلى حين تحرير ورجعة، وإن تخلّفنا ونكصنا على أعقابنا فإنّ للبيت دائما رب يحميه، وسيأتي الإسلام يوم القيامة ليقول هذا نصرني وهذا خذلني، فهل سنكون ممّن يأخذون بيمينهم صحائف النصرة، أم يتلقّون بشمالهم كتب الخذلان؟ ولو بشق تمرة..احموا القدس والأقصى وأهله المرابطين. أرقام حسابات الحملة البنك الإسلامي الأردني رقم حساب 94915 فرع الشميساني. البنك العربي الإسلامي 701/5513 فرع الشميساني. بنك دبي الإسلامي 350350 فرع الشميساني