الشخرة هو صوت مُشابِه لصوت الشَّخير للتعبير عن السُّخرية والازدراء، ورغم أن كثرين يعتبرونه صوتاً مستقبحاً إلى أنها تعتبر طريقةً لتفريغ كم هائل من الغضب الناتج من المواقف اليومية التي يمر بها الإنسان فضلاً عن واقعه المرير. وفي المعجم الوسيط شَخَرَ شَخْرًا ، وشخِيرًا أي تردَّدَ صوته في حلقِه في غير كلامٍ. هذه المقدمة ضرورية لنتعرف عن سبب تواجد هذا الاختراع العجيب منذ القدم وصموده أمام عوامل النحت في عالمنا الجميل. هي ضرورية لنعرف أيضاً كيف نوظف هذا الاختراع بالشكل المناسب، اعتماداً على قاعدة "أخف الضررين". ولكن.. لماذا اخترعوا الشخرة؟؟ اخترعوها حتى لا تصاب بشلل الأطفال وأنت ترى الحكومات العربية تتوحد للمرة الأولى على أمرٍ محدد، إلا أن هذا المحدد لم يكن سوى قبولها مبدأ تبادل الأراضي الفلسطينية. لماذا اخترعوا الشخرة؟؟ اخترعوها حتى لا تأتيك جلطة في ظفر قدمك اليمنى وأنت ترقب في كل يومٍ تصريحات من كل حدبٍ وصوبٍ عن المصالحة وإنهاء الانقسام في القريب العاجل، لتتوج هذه التصريحات باتفاق جديدٍ على أن يجلسوا ليتفقوا على اتفاق جديدٍ يتفقون عليه. لماذا اخترعوا الشخرة؟؟ اخترعوها حتى لا تسيطر عليك الصدمة العصبية وأنت تتحسّس أنبوبة الغاز التي وصلت بعد سياحة داخلية لعدة شهور، ورغم ذلك فقد وصلت فارغة. اخترعوها حتى لا تصاب بأنفلونزا الطيور وأنت تشاهد عداد أسعار الدواجن يرتفع بسرعةٍ تضاهي سرعة مايكل شوماخر في سباق الفورملا ون. اخترعوها حتى لا يصيبك الطرش المستديم وأنت لا تعرف من أي مولد كهربائي تهرب وتغلق أذنيك منه، هل من مولدك أم من مولد جيرانك أبو أحمد وسامي الجزار وأبو عبد الله صاحب البسطة الشمالية بسوق فراس. اخترعوها حتى لا يسيطر عليك الغثيان المتكرر حين ترى في بلادك من يدعو للحشمة ورفع الساحل من الملابس، لتجد على النقيض من يدعو لتوفير أقمشة الملابس ورفع الملابس من الاصل عن الاجساد. قد يطلع علينا ماْئة صباح ونحن نسرد الأسباب الموضوعية لتنامي وتطور الحاجة لهذا الاختراع. ومساهمة منا في إثراء هذا الاختراع فقد نكون بحاجة لدورات تدريبية وتمارين رياضية لتعويد الأحبال الصوتية على أداء الشخرة بصوت أقوى وأبهج، حتى نفرغ ما بداخلنا من غيظ وقهر، ونعيش جميعاً بسعادة وهناء.