لا يبدو أن الأمور تسير في الاتجاه السليم، فقد خبَّأ أبو يزن بارودته القديمة، وخبَّأ معها كل أيديولوجياته، وأخرج خارطة فلسطين من تحت السرير، ورفع الغبار عنها ليضعها أمام باب البيت، فقد حان وقتها، ودعا ربه بأن لا يحصل مكروه يخدم الاحتلال. من الذي ابتدأ؟ وكيف قُتِلَ عادل جندية؟ ومن الذي قتله؟ ولماذا؟ فلنغُصْ قَدْرَ المُسْتَطَاع في هذه التفاصيل، ولنقتل أنفسَنَا بأنْفُسِنَا، ولتستنفر سرايا القدس لتعلن عن تحرير ولاية المنصورة في الشجاعية، وولاية "قيزان النَّجَّأرْ" في خانيونس، وولاية "شارع البِركَة" في دير البلح، وولاية "يبنا الإسلامية" في رفح و، لتضرب ما لديها من صواريخ على الاحتلال في نهاية المطاف لن تكون في مقدمة المعركة مع الاحتلال، فالشعب هو في المقدمة وفي الوسط وفي النهاية، وهكذا ننقسم إلى ذرات صغيرة تتنازع فيما بينها، لتأكلها أنوية وخلايا كبيرة، يأكلها أشخاص أكبر وكل ذلك لمقتل أحد مجاهديها، نعم فالدم غال، ولن يذهب هدراً.... ليس بالضرورة تغليب العقل والمنطق، بل هي الحرب، فنحن منذ 65 سنة لم نشعر بطعم الحرب، ولا صوت القنابل، ولا الصواريخ، ولم يسقط منا شهداء، ولا جرحى، ولا أسرى..، ولم ننقسم أبداً، فنحن موحدون في السياسة والاقتصاد، والمناهج والبرامج، منذ 65 سنة، خلينا نجرِّب الانقسام مرة من المرات، ما هي فلسطين ملْهَاشْ كبير، وبدها مختار قَهْقِيرْ. لننسى أيضاً فرحة الوحدة المتجسدة بين الجهاد وحماس في الحرب الأخيرة، ولنطمس روعتها، ولننسى أيضاً العلاقة الحسنة التي كانت بين التنظيمين، ولم تكن في وقت سابق بهذه الصورة، ولننسى أننا محتلون، من كل الدنيا، وعلينا أن نحتَلَّ أنفسنا، ولنركز على أن الجهاد أكثر من خط وأكثر من طريق وأن الوحدة معه مستحيلة،.... كل هذه أفكار جيدة علينا أن نأخذها. أما الأفكار الشيطانية التي علينا أن نتركها ونبتعد عنها، أن حماس والجهاد عليهم أن يكونوا في خندق واحد، لأن البلد خربانة، وبيكفيها خراب أكثر من هيك، ولنحكم عقولنا، وكِبَارَنا. [title]وأنا مالي يا أبو يزن همَّا حُرِّيِن[/title]