أكد الرئيس محمد مرسي أن حديثه الليلة سيكون حديث المكاشفة والمصارحة ، وقال :"الوقت لا يتسع للمجاملات والتلطف في إظهار الحقائق". ووجه مرسي في بداية كلمته التحية للشعب المصري بمناسبة اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، وترحم على شهداء مصر الأبرار وبعث بالتحية للمصابين في الثورة الذين لولا دماؤهم "الزكية" ما كانت الثورة وما كان الأمل،حسب مرسي. واعترف مرسي بأنه أخطأ خلال عام من حكمه وأصاب، وقال :"اجتهدت مع المخلصين في تقدير الأمور فأصبت أحياناً وأخطأت أحياناً أخرى .. الخطأ وارد ولكن تصحيحه واجب". وتابع :"اجتهدت وأردت تحويل طاقة الثورة إلى طاقة بناء وتنمية، وأن السبيل لذلك هو تجنب الإجراءات الاستثنائية قدر الإمكان ، لكن الممارسة أثبتت أن الثورة لتحقيق انجازاتها لابد لها من قرارات حاسمة". وبين أن هناك من يتوهم بعودة العجلة للوراء وعودة دولة الفساد والقهر والظلم بمنظومة من القتل والإفساد، موضحاً أن أعداء الثورة لا يدخرون جهداً في محاولة تخريب التجربة الديمقراطية. واستدرك بأن هناك معارضة وطنية لا نملك جميعاً إلا أن نتكاثف من أجل تقويتها لتقوم بأدوارها الصحيحة من أجل تدوير السلطة ومراقبة الأداء، حسب مرسي الذي قال:" سنحرص ونعتاد على تداول السلطة بطريقة سلمية مثل الدنيا كلها ونريد معارضة ذات رؤية يختارها الناس وتتبادل السلطة بإرادة الشعب وليس بإرادة أخرى". وأضاف:"اختارت بعض الفصائل أن تتخلى عن قواعد العملية الديمقراطية وامتنعت عن المشاركة في المناصب الوطنية والوزارية". واتهم مرسي أحمد شفيق الهارب من مصر بالتحريض من الخارج على قلب نظام الحكم، طالباً منه الحضور لمصر والتوجه للمحكمة لمواجهة القضايا التي يواجهها، كاشفاً أن البراءات المتتالية سببها القصور في تقارير النائب العام السابق. وبين مرسي إلا أنه وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة التي خلفها النظام السابق ومنها أكثر من 20 مليون مصري تحت خط الفقر وتباين هائل في دخول المصريين وقال :" إلا أننا حققنا تقدماً فقد استفاد 1.9 مليون موظف وعامل من رفع الحد الأدنى للأجور، ويستفيد 1.2 مليون معلم من الكادر الخاص و58 ألف خطيب وإمام من العلاوات". وأكد أن نسبة كبيرة من أزمة الوقود مفتعلة يقف وراءها شبكة من الفساد، معتبراً ما يحدث الآن محاولة لإظهار الوطن على أنه مرتبك، ساخراً شائعات بيع الأهرامات وقناة السويس، سائلاً وزير الداخلية:"هو الهرم اتباع ولا لأ.. أوعى يكون اتباع من ورايا". وبيّن مرسى أنه تم ضخ 74 مليار لدعم المواد البترولية، لتوفير البنزين والسولار، وقال:"أعتذر للجميع على ما يحدث في الشارع من أزمة البنزين، مشيرا إلى أن مشروع الكروت الذي يرفضه الناس سيحدد أين التهريب؟". وأوضح أن مصر بحاجة لمجلس نواب للتقدم في كل المجالات، وتحقيق النهضة، مطالباً المحكمة الدستورية بالنظر في قانون مجلس النواب وقانون ممارسة الحقوق السياسة بسرعة حتى تتم الانتخابات في أقرب وقت. وأمر الرئيس المصري وزير داخليته بتشكيل لجنة لمكافحة البلطجة، داعياً المعارضة المصرية للحوار حول تعديلات الدستور من جميع الأحزاب والقوى السياسية ، وتشكيل لجنة مصالحة وطنية. وأعلن مرسي عن تكليفه للوزراء والمحافظين بإقالة كل المتسببين في الأزمات التي يعاني منها المواطنون ، إضافة إلى تكليف وزارة التموين باستلام محطات الوقود التي تمتنع عن العمل. كما أعلن عن إلزام المحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب من الذين لا تزيد أعمارهم عن 40 سنة. ووجه مرسى رسائل لـ"شركاء الوطن" قائلاً: "وداً وتقديراً وبراً نحن شركاء في وطن واحد ونعمل على ترسيخ المواطنة، ولا أشعر بالراحة خلف العلاقات الفاترة، وأقدر التخوفات الموروثة، التي رسخها النظام السابق". ونبّه إلى أن هناك من لا يريد أن تكون علاقة الرئاسة بالقوات المسلحة جيدة، مؤكداً على أن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن مؤسسات الدولة تعمل انسجام تام، مشدداً على أن علاقة الرئيس بالوطن ستبقى قوية. وتوعد مرسى المسيئين لشخصه بالقانون، وقال:"أنا القائد الأعلى للقوات المسلحة والقانون العسكري فيه ما يعاقبكم". ونفي وجود أي خصومة مع القضاة، معتبراً أن الإشراف القضائي أول الضمانات لنزاهة الانتخابات، وقال:" أي كلام عن نية مبيتة للقضاة صيد في الماء العكر". وهدد مرسي البلطجية بالوقوف في وجوههم، وقال:" أيها العابثين إما أن تتوقفوا وعفا الله عما سلف، أو أن تكونوا في هذا الوطن خلف السجون.. اختاروا أنتم مكانكم".