على ذمة وكالة الانباء الفرنسية، فإن الرئيس الامريكي باراك اوباما هاتف الرئيس المصري محمد مرسي وكان من ضمن ما قاله له: "الديمقراطية لا تقتصر على الانتخابات، بل هي ايضا الاستماع الى اصوات كل المصريين". درس جديد في الديمقراطية نتلقاه من سيد العالم الديمقراطي؛ "الديمقراطية ليست انتخابات فقط". للأسف الشديد، فبعدما أمضينا عشرات السنين نتعلم فنون الديمقراطية على ايدي أمهر الخبرات الغربية! وبعدما استطاع هؤلاء الخبراء والمعلمون اقناعنا بها، نكتشف أن للديمقراطية وجهاً آخر لم نتعمله! ليس غريباً، هذه هي عادة الغرب، لا يعطينا التقنيات كاملة! لقد علمونا أن الديمقراطية لا يمكن أن تكون إلا عبر صناديق الاقتراع، وأن هذه الصناديق هي التي تفرز ارادة الشعب، وهي التي تشكل حكومة الشعب. وكان بعضنا يقول لهم: دعونا من ديمقراطيتكم التي هي على مقاسكم، ودعونا نرى ما يريده الشعب، فالشعب قد لا يريد ديمقراطية كديمقراطيتكم، قد يريد أن يحكم نفسه بآلية أخرى. قالوا لنا: هذا تخلف، لقد انتهى التاريخ الى هنا، الى القيم الديمقراطية الغربية المبنية على الانتخابات وصناديق الاقتراع (طالع كتاب "نهاية التاريخ» للمؤلف الامريكي فرانسيس فوكوياما). بعد جهود مضنية للمعلمين! وبعد عشرات السنين، وبعد مخاضات كلفتنا دماً وعرقاً، وتركتنا في ذيل الحضارة الانسانية، اقتنعنا بديمقراطية الانتخابات الحرة والنزيهة، وشرعية صناديق الاقتراع. بعد أن وصلنا، فاجأنا المعلم كعادته: "الديمقراطية ليست انتخابات فقط".! على رواية المصريين: "الحكاية إيه يا جدعان"، هل نبدأ سكة التعليم من جديد، أم هل نخط لنا طريقاً آخر؟