حل عشرات من أعضاء حزب الليكود وحزب شاس المتدين ضيوفا على المقاطعة في مدينة رام الله يوم الأحد والتقوا بعض المسؤولين في السلطة التي تديرها فتح استجابة لدعوة من نشطاء مبادرة جنيف. وبحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية فقد استُقبل الوفد الإسرائيلي بحفاوة وكان على رأس المستقبلين كل من ياسر عبد ربه، والقياديين الفتحاويين نبيل شعث و محمد المدني. وافتتح اللقاء شعث متمنيا الشفاء العاجل للزعيم الروحي لحركة شاس الحاخام عوفاديا يوسيف. وقال شعث، حسب الصحيفة الإسرائيلية "هذا هو اللقاء الأول من نوعه منذ زمن بعيد، وأنا لا أعتقد أن الوساطة الأمريكية هي الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق فيما بيننا، بل أؤمن بإمكانية التوصل إلى السلام عبر حل الدولتين، وأننا لم نفقد الأمل في الوصول إلى اتفاق". وخلال اللقاء غادر بعض أعضاء الوفد الإسرائيلي القاعة ليتجولوا في الطابق الأول من مبنى المقاطعة ويلتقطوا صورا عند مدخل المبنى بجانب الأعلام الفلسطينية وصور رئيس السلطة محمود عباس وتحميلها سريعا على شبكات التواصل الاجتماعي. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن عضو اللجنة المركزية لحزب الليكود شلومو مادمون قوله إنه زار رام الله قبل عامين موضحا أنه "كان الليكودي الوحيد آنذاك بينما يوجد اليوم قرابة خمسين من أعضاء الليكود وهذا يعني أن أمرا ما قد حدث". غالبية أعضاء الوفد الإسرائيلي أوضحوا لمضيفيهم الفلسطينيين أن الأيديولوجية التي تربوا عليها لا يمكن أن "تظل عمياء حيال ما يدور على الأرض" على حد تعبير "يديعوت أحرونوت". وقال شلومو مادمون خلال اللقاء"عندما قدمت إلى إسرائيل كلاجئ من أرض عربية علموني أن الخليل، ونابلس، جزء من أرض إسرائيل، ولكن حين تعيش هنا تدرك أن الواقع أقوى من أن تتغلب عليه أية أيديولوجية". أما المحامي ديفيد غلاس أحد كبار المستشارين في حركة شاس فقد أكد على أهمية تواجد نشطاء من اللجنة المركزية لحزب الليكود وآخرون من حركة شاس، لأن السلام، حسب رأيه، بحاجة إلى مساندة من الشعبين لإمداد القيادات بالقوة اللازمة. ويتابع التقرير الإسرائيلي بأنه رغم عبارات المجاملة التي تبادلها الطرفان، إلا أن الفجوة كانت واضحة بين الجانبين حول القضية المركزية ألا وهي قيام الدولة الفلسطينية. أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي قال إنه "في المرحلة الحالية يمكن الحديث عن دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، وبعد ذلك سنواصل الحديث حول الحدود النهائية." وعلى الفور رد عليه مسؤولو السلطة بأن "خيار الدولة ذات الحدود المؤقتة غير وارد بالنسبة لهم". بدوره قدم ياسر عبد ربه للحضور نبذة عن تاريخ المفاوضات مشيرا إلى أن طرفي الفاوضات أوشكا على التوصل إلى اتفاق في أواخر عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت. كما أوضح الخطوات التي تتخذها قيادة السلطة حيال مساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وخلال النقاش شهدت القاعة تصفيقا حارا عندما قال أحد أعضاء حزب الليكود "لو كان الأمر بيدنا لكان هناك الآن اتفاق موقع بين الطرفين" فقاطعه إسرائيلي آخر صائحا "لحسن الحظ أن الأمر ليس بيدكم" فضحك الحضور. واختتم اللقاء بعشاء "حلال حسب الشريعة اليهودية" ومن ثم جرى التقاط الصور وتبادل البطاقات.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.