"أيها الشعب النبيرصي العظيم،، في هذه اللحظات العظيمة التي تمر بها الحارة، قرر الرئيس زحلف عمرو ما يحلف، تخليه عن منصب أزعر الحارة وكلف المجلس القرنبيطي بإدارة شئون الحارة .. والله الموفق والمستعان"، كان هذا ملخص خطاب النصر الذي أذاعته كثير من سلسلة قنوات، وفرح به كل سكان الحارة. سلسلة قنوات الحرباء هذه تمتلك من نسبة ألوان هائلة ويقوم عدد كبير من العلماء بشكل يومي بتصنيع ألوان بطريقة مخبرية، لمواكبة العدد الكبير من الألوان التي تتلون بها قنوات الحرباء، حتى أن بعضهم يصبغ بهذه الألوان شعره عدا بعض الصلعان الذي يصبغون به أيديهم، خاصةً تدرجات اللون الأحمر. ولكن خطاب النصر الذي تلاه المظفر خلبوص، تلاه عدة خطابات أعلن فيه المجلس القرنبيطي تخليه عن إدارة شئون الحارة، لبياع الفول أبو عطية لأنه صاحب الشعبية الكبرى لدى أهل الحارة. أبو عطية كان صدّع رأس أهل الحارة بمغامراته مع المهاتما غاندي وصديقته سلمية، التي وكزها يوماً بعصاه فقضى عليها، إلا أن سلمية ماتت في زاويةٍ على أطراف الحارة قهراً على خالتها شرعية. حتى فوله اللذيذ الذي لم يكن يختلف على مذاقه اثنان، أصبح سمير ابن الحجة فتحية يقول "فول أبو عطية زي المهلبية"، ونسي أن والده الذي مات بشمعة نام بجوارها، عاش طوال أربعين عاماً على فول أبو عطية. لكن أبو عطية ثقته تضعضعت في فوله، واشترى ستالايت ركّبه فوق عربة الفول، وأصبح يشاهد قنوات الحرباء، بعد أن خف طلب الزبائن على فوله. يوماً بعد يوم كان يرى أبو عطية اسمه على شريط الاخبار فمرة "أبو عطية يدخل موسوعة غينتس في أفضل صحن فول في العالم"، ومرة "أبو عطية يبيع مع الفول طعمية"، لكنه تفاجأ عندما أصبح من تلوين قنوات الحرباء حتى صدق أنه قتل الحجة فتحية، ووضع سماً في فوله العظيم واستبدل عربة الفول بمول في نص الحارة. وكلما كان أبو عطية يسمع ما يقوله بريص وخميس وغيرهما، يندهش ويقول "الله يرحم أيام الأبيض والأسود.. كان الخبر بيطلع بلونين، هالأيام أبو بريص قدم استقالتو وصار يبيع فول زيي".