26.08°القدس
25.85°رام الله
27.75°الخليل
27.43°غزة
26.08° القدس
رام الله25.85°
الخليل27.75°
غزة27.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: معركة المفاهيم

تشهد الساحة المصرية الآن معركة ضروسا حول (المصطلحات والمفاهيم) كما تشهد معركة هوية ومصالح ، ولا تنفصل الأولى عن الثانية ، حيث تُمثّل معركة الهوية الأصل والجذر الذي ترجع إليه الفروع. لقد فجر انقلاب 3/7/2013 م معركتي الهوية والمفاهيم ، كما فجر معركتي المبادئ والمصالح على أوسع نطاق . معركة الهوية والمفاهيم تدور أحداثها داخل الجبهة الداخلية ، وضحايا المعركة هم أبناء المجتمع الواحد ، والوعي الجمعي ، والرأي العام . أبطال معركة المفاهيم والهوية هم رجال الإعلام في الفضائيات ورجال السياسة والفكر ، وهؤلاء يخوضون المعركة إما من منطلق المصالح المادية ، أو من منطلق الفكر الأيديولوجي الذي يحدد مواقع أقدامهم سبقاً . إنك إذا تابعت معركة المفاهيم والمصطلحات تأخذك الدهشة والصدمة حين ترى الناس مختلفين فيما بينهم في البدهيات، من مثل : 1- ما هو الشعب ؟ وما مفهوم الانحياز إلى الشعب ؟ هل هو شعب تمرّد أم شعب تجرد ؟ هل هو شعب 25 يناير أم شعب 30 يوليو ؟ 2- ما هي الشرعية ؟ هل هي شرعية الصندوق والانتخابات الحرة ، أم شرعية الشارع والحشود ؟ وهل حشود ديمقراطية ضد الانقلاب ، هي صاحبة القرار في خريطة المستقبل ، أم حشود معارضي مرسي والصندوق هم مَنْ يقررون المستقبل ؟! 3- ما هي وظيفة الجيش ؟ الحكم أم الدفاع ؟ متى يحق للجيش أن يتدخل في السياسة ؟ ومتى تحْرم عليه السياسة ؟ ومَنْ الذي يقرر ؟ وهل من حق الشعب أن يرفض تدخل الجيش ، أم يجوز للشعب نصفه أو بعضه تأييد تدخل الجيش ؟ هل الجيش هو قيادته ، أم القيادة والجنود معاً ؟ 4- ما مفهوم الحكومة الناجحة ، والحكومة الفاشلة ، وما مفهوم الحكومة النزيهة التي يطمئن المرء لها في الإشراف على الانتخابات وما مفهوم الحكومة فاقدة النزاهة والأهلية ؟ هل النزاهة في حكومة الببلاوي ، أم في حكومة قنديل ؟ من هو صاحب الصلاحية لوضع علامة صح أو خطأ أمام الحكومة الناجحة أو الفاشلة ؟! 5- ما مفهوم الديمقراطية ، هل تلك التي يفوز بها ويقودها العلمانيون والأحزاب الليبرالية واليسارية ؟! أم تلك التي يفوز بها التيار الإسلامي ويقودها الإخوان ؟! هل إذا فاز الإسلاميون اختلت المفاهيم وفسدت الديمقراطية ،وعلى الجيش أن يتدخل قبل أن يتمكن الإسلاميون من الحكم؟ 6- قبل 3 يوليو كان إعلام المعادين لمحمد مرسي يتحدثون عن الديمقراطية وعن الكرامة ، وعن العيش ، وعن الحريات ، وعن حقوق المتظاهرين ، ولكنهم بعد أن فرحوا بانتصارهم ، استبدلوا معاركهم ، فلا حديث عن الكرامة والحريات والحقوق ، والديمقراطية ، وصار الحديث عن الإرهاب فقط، حتى أن بعض فضائياتهم وضعت على شاشتها عنواناً دائماً هو (ضد الإرهاب ) . وصارت الأغلبية التي حكمت في عهد مرسي إرهابية ؟ في دقائق ؟! 7ـ احتوت معركة ما قبل 3 يونيو التي قادها اليسار والليبراليون وخصوم التيار الإسلامي على مفردات " الاستبداد ، والأخونة ، والتمكين ، والفشل ، والأهل والعشيرة ، والسحل ، وإهانة القضاء والجيش ، والطائفية ، والاستحواذ ". وغير ذلك مما يفسد العقول والأفئدة ، ثم تركزت معركتهم بعد 3 يونيو على مفردات: " العنف ، والإرهاب ، والأحزاب الدينية " وغير ذلك مما يرسم معالم طريق وعر ومتفجر لا محالة . هذه أبعاض من معركة المفاهيم والمصطلحات التي بمكنتها لا أن تغتال شعباً بكامله فحسب، بل إن بمكنتها أن تهدم مستقبل أجيال متتالية ، فكل الفرق المنحرفة في التاريخ كانت من مخرجات معركة المفاهيم الفاسدة .