23.57°القدس
23.34°رام الله
22.19°الخليل
28.05°غزة
23.57° القدس
رام الله23.34°
الخليل22.19°
غزة28.05°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: تحليل بَوْلْ

في زمن يبيض فيه الدِّيك، ويصير فيه الحمار مستشاراً، والمستشار أستاذاً أكاديمياً، وتدخل العولمة كل بيت يلحقها ما يلحقها من لعنات التشويش والحيرة، والاشاعات والأكاذيب نتيجة آلاف الآراء والتحليلات التي تطرح يومياً من وجهة نظر التيار الذي يتبع له محلل بعينه، فيفترض الغباء في المشاهدين والمستمعين، وأنهم مجموعة من البهائم تسوقهم إشاعة أو كذبة، أو صورة مضللة... أصبحت آذان المستمعين كسلة مهملات، وعيونهم كمحطة تصريف للمجاري من كثر ما شاهدوه وسمعوه من أكاذيب وألاعين. كان لطبقة "الانتلجنسيا" دوراً كبيراً في حياة الشعوب، دورٌ يستطيع من خلاله المثقفون تعزيز قيم الحرية والعدالة، والنقد والتحليل وتقديم الحلول، وليس كاليوم أصبح فيه المثقف لعيناً يدافع عن سياسة حزبه تاركاً كل المبادئ الوطنية، حتى أن كثير منهم أصبح يكذب وهو يعرف بكذبته ثم يصدق الكذبة ويروج لها.... لسنا بحاجة المثقف العضوي الذي يقاتل ويدافع بشكل خاطئ عن سياسة حزبه، خصوصاً إن كان في السلطة، ويطعن ويظهر كل عيوب سياسة الحزب الحاكم إن كان في المعارضة فلا حاجة اليوم لمثل هذا المثقف الذي يشبه "البيضة الحَايْضَةَ" بل حاجتنا للمثقف العمومي الذي يدافع عن مبادئ الديمقراطية وينادي بالحريات ورفع الاستبداد السياسي، ويغلِّب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة . لن أسمع بعد اليوم لأي انسان يعتبر نفسه مثقف يعطيني تحليلاً بدون إبداء حلول، أنا أحلل وأنت تحلل وأصبح المجتمع كله يعمل محللاً لذلك لا تعطينا تحليلك وبالذات ان كان من وجهة نظرك بل أعطيني حلولك واقتراحاتك للمشاكل التي نواجها لتكون فعلاً مثقفاً حقيقياً. أعطاني أحدهم مقالاً سياسياً منشوراً في احدى الصحف أو الجرائد المحلية وقال لي: اقرأ هذا المقال التحليلي السياسي وقل لي رأيك فيه يا أبو يزن؟! قرأته وقلت له: هذا تحليل بول وليس تحليل سياسي، قال لي: هذا مثقف مشهور يا رجل؟! قلت له: هذا "بيضة حَايْضَة". طيب وأنا مالي دع الخلق للخالق يا "أبو يزن"