أعلن ما يسمى بـ" تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة في غزة والضفة والشتات " عن إطلاق مبادرة للمصالحة بين الأحزاب المصرية على إثر الانقلاب العسكري العلماني على الشرعية المصرية والدولة المدنية، المبادرة تتألف من عشرة بنود واقل ما يقال عنها بأنها سخيفة ولا تعبر إلا عن شخصيات مجهولة ولا تمثل أي قطاع من القطاعات التي ذكرتها وسائل الإعلام، وإنما تمثل من كتبها أو وافق عليها بشكل صريح. أقول إنها مبادرة سخيفة لأسباب كثيرة أهمهما: أولا: عجز الفصائل الفلسطينية عن الخروج من حالة انقسام داخلية استمرت ثماني سنوات، وكذلك الفشل الذريع الذي منيت به الجهات " المستقلة" في تغيير الواقع الفلسطيني، ولأن فاقد الشيء لا يعطيه ولأن من فشل في لم شمل فصيلين اثنين يمثلان غالبية السكان في أراضي السلطة الفلسطينية الذين لا يزيد عددهم عن خمسة ملايين لن يكون قادرا على بناء تصور لمصالحة بين عشرات الأحزاب في بلد تعداده أكثر من 90 مليون نسمة. ثانيا: المبادرة اشتملت على اقتراح للإفراج عن المخلوع حسني مبارك، ومن المعلوم أن جميع الأحزاب المصرية سواء الإسلامية أو الانقلابية متفقة على تجريمه ومحاكمته، بغض النظر إن كان من بينهم من يتمنى _في نفسه_ إنقاذ مبارك وعودة الحزب الوطني وإسقاط ثورة 25 يناير إسقاطا تاما،ولذلك نرى انه من الغباء ذكر مثل ذلك الاقتراح، وكذلك فإننا نعتبر المساواة بين المخلوع مبارك وبين الرئيس الشرعي والمنتخب محمد مرسي في المبادرة سقطة لا تغتفر لتجمع الشخصيات المستقلة. ثالثا: تدعي الشخصيات الفلسطينية المستقلة بأن مبادرتهم لا تعتبر تدخلا في الشأن المصري، ولكننا نرى أنها تدخل سافر ومنحاز للانقلابيين وهي نسخة معدلة لما يطرحه الغرب ويردده العسكر والعلمانيون ويؤكد عليه الإعلام المصري الانقلابي، وأقول معدلة لأن فيها ما هو أسوأ لثورة 25 يناير مثل الإفراج عن القتلة والبلطجية ورئيسهم المخلوع حسني مبارك. ختاما فإنني أطالب تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة أن يعتذر للشعبين الفلسطيني والمصري عن مبادرته التي تسيء إلى ثورة 25 يناير وتهدر دماء شهداء غزة ممن قضوا نتيجة تآمر مبارك مع اليهود في حرب الفرقان، وحصاره لقطاع غزة وبنائه للجدار الفولاذي حتى يمنع الحليب عن أطفال غزة والغذاء والدواء عن شعبنا المحاصر