22.22°القدس
21.87°رام الله
21.08°الخليل
24.42°غزة
22.22° القدس
رام الله21.87°
الخليل21.08°
غزة24.42°
السبت 19 أكتوبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.71

خبر: محاولات للتهدئة بنابلس بعد مقتل شاب

ما تزال مدينة نابلس ومخيماتها وقراها تعيش تحت وقع صدمة مقتل أحد أبنائها وهو الشاب أمجد عودة -34 عاما- على يد الأجهزة الأمنية في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين، لا سيما بعد نشر أكثر من مقطع فيديو للقتيل وقد تضرج بدمائه بعد إصابته برصاصة فجت راسه وأردته فورا. في المقابل، تعلو الأصوات الرافضة لعمليات التخريب والفوضى التي يقومون بها شبان غاضبون في عدة أحياء سكنية، تمثلت بتكسير الإشارات الضوئية والصرافات الآلية وحرق الممتلكات العامة، كشكل من أشكال الانتقام والرد على مقتل الشاب عودة. شرارة الأحداث اندلعت نحو الساعة السادسة والنصف من مساء أمس الثلاثاء 27-8-2013، عندما اقتحمت قوة امنية مكونة من عناصر من جاهزي الشرطة والأمن الوقائي مسنودة بدوريات للأمن الوطني مخيم عسكر شرقي نابلس، وحاولت اعتقال المواطن يحيى أبو سالم الملقب بـــ"الادعشري" بعد ورود معلومات من "مناديب" لتلك الأجهزة أن المذكور أحد الذين شاركوا في الاستعراض العسكري الذي نظم قبل عدة أيام في المخيم، وأُعلن خلاله على اطلاق مجموعات "صقور فتح"، حيث جرى توزيع بيان يطالب باصلاح السلطة ووضع حد لانتهاكات أجهزتها الأمنية ووقف ملاحقة المقاومين وانهاء التنسيق الأمني. [title]الوقائي.. بلا شرف[/title] من حينها وجهاز الوقائي يحاول اعتقال أبو سالم، وبعد معلومات مؤكدة عن تواجده في منزله، صدرت الأوامر للقبض عليه، فحاصرة قوة أمنية مشتركة منزله، واقتحموه دون أية مراعاة لحرمته، فثارت ثائرة من فيه من الرجال غيرة على شرفهم وعرضهم، فوقعت ملاسنات حادة تدخل على إثرها الجيران الذي وجهوا إهانات حادة لأفراد السلطة، لكن ذلك لم يردعهم وأصروا على اعتقال من جاءوا لأجله، وعندما حاول المواطنون تخليصه وسط الصيحات والتكبيرات من بين أيدي الأجهزة الأمنية، شعر الجنود بالخوف والذعر الشديد وبدءوا باطلاق النار بشكل عشوائي. تزايدت أعداد السكان الغاضبين من تصرفات السلطة، وفي الوقت ذاته اشتد اطلاق عناصر الأمن للرصاص، فأصيب الشاب إبراهيم شكوكاني -18 عاما- برصاصة في فخده، فهب الأهالي لانقاذه وهم يشتمون ويلعنون السلطة والوقائي، ورغم هذا استمر اطلاق النار، حتى أصابت رصاصة رأس الشهيد عودة، فوقع مضرجا بدمائه، وفشلت كل محاولات إنقاذه ميدانيا. الأحداث تسارعت في دقائق، فلم يجد عناصر السلطة أمامهم من مفر سوى الهروب والانسحاب تحت وقع الحجارة التي نزلت عليهم كالمطر من فوق الأسطحة ومن بين الأزقة، وتركوا خلفه سيارة أحرقها المواطنون على الفور. [title]حرق مقرات[/title] ومع تأكيد المصادر الطبية في مستشفى رفيديا وفاة عودة، حيث اشتعل الغضب من جديد في نفوس المئات من أقاربه وجيرانه وأبناء المخيم، فأحرقوا سيارة مدير المستشفى، وحطموا قسم الطوارئ فيه، ثم خرجوا في تظاهرة عفوية صوب الشارع الرئيسي وحرقوا محل لتصليح السيارات اعتادت الشرطة اصلاح سيارتها لديه، وعطلوا حركة السير وأشعلوا الاطارات المطاطية وسطه. ومع انتشار الخبر، خرجت المئات إلى الشوارع والميادين العامة في المخيم ومحيطه، واحرقوا سيارة لضابط في جهاز الوقائي كانت متوقفة امام منزله، كما أضرموا النار في المجمع الطبي التابع للخدمات العسكرية الطبية الفلسطينية الواقع في مخيم عسكر، ما أدى إلى احتراق الطابق الأول منه بشكل كامل. وأشعل عشرات الشبان النار في مقر لجهاز الأمن الوطني قرب في المدرسة الصناعية في محيط المخيم، وفي غرفة حراسات تابعة للشرطة قرب مخيم بلاطة، فيما قام آخرون بتحطيم الإشارات الضوئية. كما اشتبكوا مع الشرطة التي تتمركز في محيط كلية هشام حجاوي التابعة لجامعة النجاح، التي أعلنت أن اليوم الأربعاء يوم تعليق دوام كامل، مع عدم التوجه إلى الكلية. [title]محاولات تهدئة[/title] ونظرا لخروج الأمور عن السيطرة، حضر إلى نابلس وزير الداخلية في حكومة رام الله سعيد أبو علي، وشارك في اجتماع استمر لما بعد منتصف الليل بوجود محافظ نابلس والقائد السابق في جهاز الأمن الوقائي جبرين البكري وقادة الأجهزة الأمنية وقيادات من تنظيم فتح في إقليم نابلس، وكانت التوصية شبه الوحيدة بإحضار تعزيزات أمنية إلى نابلس من المدن القريبة، وبالفعل وصل نحو 300 جندي مع ساعات منتصف الليل وتمركزوا قبالة سجن الجنيد، قبل أن تصدر لهم الأوامر بالانتشار في عدد من محاور المدينة. في الوقت ذاته، كانت قيادات فتحاوية تحاول تطويق ما جرى من خلال الاجتماع مع كبار العوائل والقيادات في مخيمي بلاطة وعسكر شرقي نابلس، حيث قاد النائب في فتح جمال الطيراوي اللقاءات، ولم تفض عن نتيجة تذكر، في ظل إصرار عائلة المغدور على أخذ حقها، وتحميل رجالات المخيم الأجهزة الأمنية مسئولية ما جرى. وحاولت الأجهزة من طرفها التخفيف من حدة ما يجري، حيث صرح مدير الإعلام في شرطة نابلس الرائد رائد ابو غربية، عبر حسابه على "فيس بوك": قائلا "بالرغم من الأحداث المؤسفة التي تحدث في مدينة نابلس، إلا أن الشرطة والأجهزة الأمنية تعمل على فرض الأمن والنظام، وإعادة الهدوء للمدينة وعدم السماح لمظاهر الفوضى والاخلال بالنظام العام والتخريب في الممتلكات العامة"، مدعيا أن "الوضع تحت السيطرة". اما شعبيا، فقد شن المواطنون عبر صفحات التواصل الاجتماعي هجوما عنيفة على السلطة وأجهزتها الأمنية التي بنظرهم "تهرب كالفئران من وجه جيش الاحتلال حين يقتحم المدينة، وتظهره بل وتستخدمه وتقتل به المواطنين الأبرياء".