23.57°القدس
23.34°رام الله
22.19°الخليل
28.05°غزة
23.57° القدس
رام الله23.34°
الخليل22.19°
غزة28.05°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: الشعب يريد تغيير النظام

في حارتنا صنايعي بلاط، وعشرة مهندسين مقسمين بين المدني والمعماري، لكن البليط يفوقهم في الأهمية والفائدة والرزق. طلبت من الصنايعي تبليط مدخل البيت فرد عليّ: "انتظر على الدور، لدي ورش كثيرة مفتوحة"، بينما ينتظر المهندسون العشرة الدور على أمل أن يصلهم قطار التوظيف، حتى لو بدرجة آذن، على أن يبقوا في جيش البطالة. قبل أعوام وقد ظهرت نتائج الثانوية العامة، وزعت أم علي زغاريد وحلوى في الحارة، وظل عبد الحليم يغني في بيتها لمدة اسبوع: "وحيات ألبي وأفراحه"، احتفالا بحصول ولدها على معدل 98%، وأظهرن خصلة شايبة من شعرها، وأقسمت تعلم ولدها هندسة، لو بتبيع كل ذهبها. تخرج علي من كلية الهندسة بتفوق منذ عامين، وهو الآن يمسح شوارع الحارة ذهابا وإيابا، ليس لأنه يعمل في قسم الهندسة والمساحة، بل بسبب الفلس الوظيفي، بينما تندب أم علي حظها وحظ ابنها، ولا تنقطع عن الشكوى، وتقول: يا ويلي عليك يا علي.. يا فرحة ما تمت.. يا شماتت العدى فيكي يا أم المهندس.. يا خسارة تعبك وشقاك يا ابو علي، راح على الرسوم الجامعية وما نلنا غير كرتونة، والهدية المصدية". لكن ما يهون على أم علي أن مصيبة جارتها أم حسن أكبر، بعدما تخرج ابنها من كلية الطب، ويعمل الآن في المستوصف على بند البطالة المؤقتة، ويخشى أهل الحارة السماح لابنها الدكتور أن "يطاهر" أبناءهم، في حين اعتادوا على طهور الممرض "أبو نجيب" صاحب الخبرة، وعقله ما بيودي ويجيب، ويقولون: "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب". ويبدو أن أم علي، وأم حسن وقعتا في شر أعمالهما.. جراء استهزائهما بشباب الحارة الذين درسوا في الكليات المهنية والتطبيقية، وكل واحدة كانت تقول: شو جاب المهندس للصنايعي.. شو جاب الدكتور للميكانيكي". اليوم الصنايعي يكسب من ورشته، والميكانيكي يبنى بيته، وبقيت أم علي، وأم حسن تعضان أصابعهما. قبل أعوام استشارني قريب لي حول التخصص الأفضل بعدما نجح في الثانوية العامة بالعافية، فنصحته دراسة تخصص مهني ضمن الكليات المتوسطة، إلا أن والدته رفضت وأصرت أن يدرس في الجامعة مثل أشقائه، رغم معرفتها أن ابنها "تيس"، وأجبره تنسيقه الجامعي على دراسة الدراسات الاسلامية واصول الدين، وتخرج من الجامعة قليل دين ومجموع، والآن يصرخ: شغليني يا حكومة.. دبريني يا حكومة. طبعا الحكومة ملومة أيضا لأن سياسة التعليم العالي تخضع لمزاج أم علي وأم حسن، وليس لاحتياجات السوق وخطة التنمية، لهذا بقينا من قطعان العالم الثالث، وسبقنا أبناء الأصفر وشعوب العيون الضيقة لأن الطلاب اليابانيين يدرسون منذ المرحلة الثانوية الدنيا (المتوسطة) مادة الفنون الصناعية، كمقرر إجباري على جميع التلاميذ أن يجتازوه. بينما يتعلم معظم الشباب الألمان (70% من مواليد العام الواحد) بعد إنهاء المدرسة إحدى المهن المعترف بها رسمياً في نظام التعليم المهني الثنائي، وتحدد المهن التي يتعلمها الشباب حسب حاجة السوق وبالتعاون الوثيق بين الاتحاد والولايات واتحادات أرباب العمل ونقابات العمال. لهذا يجب أن تقوم لدينا ثورة على التعليم، شعارها : "الشعب يريد تغيير النظام".. [title] ما تفهمونا غلط.. تغيير نظام التعليم.[/title]