20.01°القدس
19.66°رام الله
18.86°الخليل
24.28°غزة
20.01° القدس
رام الله19.66°
الخليل18.86°
غزة24.28°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: خلية إخوانية نائمة

• قرأت بالأمس مقالاً (لنعوم تشومسكي ) بعنوان : ( من يقف خلف ما جرى في مصر ؟ ) . فتذكرت زيارة الرجل إلى غزة قبل عام وكيف استقبلته الجامعة الإسلامية بصفته العالم اللغوي الأشهر في العالم في العصر الحديث ، واستمع الطلاب والباحثون لكلامه في اللغة ولكلامه في السياسة ، ويومها أكد على نصرته لقضية الشعب الفلسطيني على الرغم من ديانته اليهودية . ( تشومسكي) يرفض الصهيونية ، وينتقد العدوان الإسرائيلي المتكرر على الشعب الفلسطيني ، وقد أسهمت كتاباته في كشف جرائم الصهيونية في العالم ، لذا فهو شخصية منبوذة في (إسرائيل) (الكيان الذي يُمثل الفكرة الصهيونية العدوانية) ، حين استمعت إليه في محاضرته السياسية ، حسب جاري في المقعد أنه يساري مؤيد لفلسطين ، واليوم وأنا أقرأ مقاله عن مصر والإخوان حسبت أنه أسلم ، وأنه قد انضم إلى حركة الإخوان المسلمين ، وأنه من الخلايا النائمة ، لأن ما قاله في مقالته لم يقله حزب النور ، ولم تقله قيادات جبهة الإنقاذ ، بل لم يقله شيخ الأزهر نفسه ، ولم يقله قادة الوطنية من ليبراليين ويساريين . • إن ما قاله ( تشومسكي ) لا يقوله إلا واحد من اثنين : الأول/ مسلم يؤمن بدعوة الإخوان الإصلاحية ويدافع عنها . والآخر / عالم يحترم العلم ويحترم نفسه ولا يقول إلا الحقيقة بغض النظر عن العقيدة التي تنظم رؤيته الدينية. • يقول تشومسكي العالم :" هذا الانقلاب لم يكن ليحدث دون موافقة البيت الأبيض " . ويقول : " لم يوافق محمد مرسي على الجملة التي عرضها البيت الأبيض عليه لتكون في البيان الختامي لزيارته لأمريكا التي لم تتم حيث تقول عبارة الإدارة الأمريكية : وستعمل مصر وأميركا على إيجاد حلول لكي ينعم الشعبان الفلسطيني والإسرائيلي بالأمن الدائم والسلام الشامل ". وكان الهدف من هذه الجملة هو الضغط على مرسي فقط لذكر كلمة (إسرائيل) والتلفظ بها ولو مرة واحدة لتكون اعترافا منه بدولة (إسرائيل) ". وهو بالطبع ما رفضه محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب لمصر . • ويقول تشومسكي : "اتجه مرسي إلى الصين وروسيا والهند وباكستان والبرازيل وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيران ،وبدأت الاتفاقيات العسكرية مع الهند والاتفاقيات النووية مع روسيا والصناعية مع البرازيل والصين ،والزراعية مع السودان وتقديم عروض زراعية أخرى لكثير من الدول الأفريقية ، فأدركت أميركا أن سبل الضغط على مصر ستتلاشى تدريجيا ،إن لم تزح الإخوان من الحكم ." ويقول أيضا : أما الإخوان فسابقوا الزمن من أجل فرض أمر واقع لا يمكن الانقلاب عليه ولكن سبقتهم أدوات الشر . • وفي ختام المقال توقع تشومسكي عودة مرسي إلى الحكم ، وتوقع أن تنجح المظاهرات الشعبية في إنقاذ مصر. • مجموع هذه الأقوال العلمية والموضوعية لا يقولها إلا مسلم حسن الإسلام ،أو عالم يحترم نفسه ويحترم القارئ ويحترم الحقيقة العلمية ،وهو أمر يثبت للجميع أن الرئيس محمد مرسي كان رجل دولة ، وكان رجل دعوة ، وكان مصريا وطنيا مائة في المائة ، وأنه قدم مصالح وطنه مصر على بقائه في كرسي الرئاسة في ظل المظلة الأميركية. وانظر كيف رفض خيانة وطنه وشعبه ،وكيف بدأ طريقا بديلا في الاتجاهات العالمية المختلفة لحماية مصر من التبعية لأميركا و (لإسرائيل) . وقد أنصف تشومسكي العالم اليهودي, محمد مرسي ونفى عنه الفشل الذي رماه به قادة الإعلام وقادة الإنقاذ ظلما وعدوانا ،وأحسب أن الخاسر الرئيس في هذه المعركة هي مصر ، وهي الوطنية المصرية ،التي تقبلت الخديعة وغامرت بديمقراطيتها الوليدة ،وأسلمت مرسي والإخوان لهذا العدوان المركب من أطراف داخلية وعربية وخارجية.