16.28°القدس
15.84°رام الله
16.61°الخليل
22.07°غزة
16.28° القدس
رام الله15.84°
الخليل16.61°
غزة22.07°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الجنرال "العُقـْر"

كلمة «عقر» باللهجة العامية المصرية يصعب العثور على ما يعادلها أو يرادفها بأية لهجة أخرى، ومعناها التقريبي هو القوة الكامنة والقدرة على المفاجأة اضافة الى الدهاء، ومن استخدمها مؤخراً هو الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، ووصف بها الجنرال عبدالفتاح السيسي، جاء ذلك من خلال حوارات متقطعة بين مبارك ومرافقيه، وقد يكونون من الأطباء في سجنه وقد تسربت الى الاعلام المصري فتلقفتها على الفور صحف وفضائيات. كان السيسي رئيساً لأحد أجهزة المخابرات العسكرية قبل أن يتولى منصب وزير الدفاع، وحين عينه محمد مرسي بديلاً للمشير طنطاوي قال البعض أن الرجل من جماعة الاخوان، لكن سرعان ما اتضح العكس، فعلى يده وبتفويض شعبي، أنهى السيسي حكم الاخوان في مصر وألقى القبض على أهم قادتهم، ورغم ان الجنرال ملأ الى حدّ ما فراغ البطل في مصر، إلا أنه قال بأن له دوراً أهم من حكم البلاد هو حماية الشعب والفترة الانتقالية، لكن الاعلام المصري بدأ يعزف على وتر آخر هو أن الجنرال الرجل الأقدر على ضبط الاوركسترا بعد أن ساد العزف المنفرد، أما الاشارة الأهم فقد جاءت على لسان الفريق أحمد شفيق عندما قال في حوار تلفزيوني أجراه معه وائل الابراشي في قناة دريم الفضائية انه سوف يتقدم للانتخابات الرئاسية الا في حالة واحدة هي اعلان الجنرال بأنه أحد المرشحين. وهناك في مصر الآن حملة تشبه حملة تمرد هدفها جمع ملايين التواقيع التي تطالب الجنرال بخوض الانتخابات، فهو السلفادور كما يقال عن المخلص بالاسبانية. وحقيقة الأمر ان هناك مناخات مضادة لما يرى فيه الليبراليون عسكرة الدولة المصرية، فالجيش المصري ليس مجرد عسكر، وتاريخ مصر الحديث لم يكن الجيش خارج نظامه السياسي، بل على رأسه بدءاً من محمد علي باشا الذي بنى الدولة وأسس الجيش مروراً بمحمد نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك، وقد لا ينتهي الأمر عند هذا الحد. وأذكر أنني ذات فجر قاهري صاخب شاهدت نقل تمثال رمسيس من موقعه في ميدان باب الحديد، وأذهلني الموكب العسكري الذي نقله، وأحسست بأن مصر التي يعيش كل شعبها على أربعة بالمئة فقط من أرضها والتي تحمل هذا الموروث العسكري قد تستدعي جيشها في الأزمة السياسية وقد استدعته بالفعل، ثم فوضته، وما يقال الآن عن الجنرال السيسي به الكثير مما قيل عن عبدالناصر، الكاريزما والكبرياء الوطني والصرامة، لهذا نشرت عبر العديد من المواقع صورة عمرها عدة عقود للجنرال السيسي وهو طفل يرتدي الزي العسكري ويؤدي التحية للزعيم عبدالناصر الذي كان يزور احدى المدارس. أما وصف مبارك للجنرال بأنع عُقْر، ففيه اعتراف بأن هناك اعجاباً لم يستطع مبارك اخفاءه بما أحدثه السيسي من تغيرات دراماتيكية في مصر!!