23.57°القدس
23.34°رام الله
22.19°الخليل
28.05°غزة
23.57° القدس
رام الله23.34°
الخليل22.19°
غزة28.05°
الإثنين 29 يوليو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.2دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.69دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.2
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.69

خبر: عجول صينية

في الديوان يتكلم الكبار، وينصت الصغار، ويجلس كبير العائلة خلف كَانُونْ النًّارْ –بروتوكولياً- فقط، يتحدث الجميع في الأضاحي هذا العام، يوزِّعُون على بعضهم الحُصَصْ، لكني لم أسمع صوتاً لكثير من الموظفين الغلابا، وغيرهم من العاطلين... كَسَر الصمت أبو يزن قائلا: "الجيبة فارغة، والحال صعبة، والرواتب أنصاف وأرباع، والدَّكَاكِينْ والمحلَّات تنتظر الصادرات والواردات، والديون العَاتِيَاتْ... عيد الأضحى جاء سريعاً، جاء هنا حزيناً، فالحجاج ينتظرون الفرج، والشعب ينتظر أن تنزل أسعار الأضحية ... رد عليه "الأصفر" المكَّار أبو علي: لعل السبب عزيزي أبو يزن في غلاء الأسعار "الخروف العربي" قصدي الخريف، وهزَّ رأسهُ يميناً ويساراً.. ضحك.... ثم أضاف: أو الأزمة المالية الأمريكية، أو لربما انفصال السودان... أو لربَّمَا لأننا أصبحنا دولة "بدون عضو" فعلينا دفع ضرائب مضاعفة.. ضحك الجميع...عاد أبو يزن لصدارة المايك من جديد وقال: "يا عمِّي" نحن نريد أضاحي تتناسب مع أنصاف رواتبنا، وحجم قروضنا، وعدد أفراد عائلتنا التي تجاوزت عدد أفراد قبيلة قريش، وحلفائها، ومن دخل بجوارها قبل الاسلام.... نريد أضاحي لحمها وفير غزير، وسعرها غير كثير، وغير مهم ماركتها أو خط انتاجها.... شُوفُوا يا جَمَاعة: حذائي صيني، وبنطلوني صيني, وكمبيوتري صيني, وصحون بيتي صيني، ملابسي الموقرة صينية، والصَّوانِي صينية، ماتور المياه صيني، ومولد الكهرباء صيني، وجوالي صيني، وفلاشي صيني... حرَّك أبو يزن ظرف حذائه الممزق من مقدمة أصبعه وأخذ نظرة ثاقبة، وقال بصوت مرتفع: وكذلك حذائي صيني، لا يبقى أسبوعاً حتى يتمزق، وتخرج منه رائحة النفايات الصلبة الصينية، والتي يعاد تصنيعها..... "هيَّا القِصَّة وقْفَتْ على العجول". من خلف كانون النَّار طلَّ برأسه المختار، وقال: علينا أن نرفع كتاباً عريضاً عظيماً إلى وزير الزراعة الفلسطيني أن يطلب من تجَّارنا الأعزاء استيراد عجول صِيِنِيَّة لنا، ثمنها رخيص، "وفِشْ مشكلة لو تكلم العجل الصينية أو الفرنسية"، ففي نهاية الأمر سيخرج لنا لحماً طرياً نأكل منه ونطعم الفقراء والمساكين والأقرباء, بعد أن نؤدي الهدف المرجو منه وهو إرضاء الله عز وجل..... وعلينا رفع كتاب أيضا لوزير الزراعة الصينية "هان تشانغ فو" أن يوفِّر لنا عجولاً للعام القادم، لتعزيز العلاقات الصينية الفلسطينية العُجُولِيَّة، وربنا يستر من التجار أن يستبدلوا دمغتها المكتوب عليها "Made in chin"، بدمغة جديدة مكتوب عليها "صنع في هولندا" وتُبَاعْ بسعر الهولندي في النهاية. [title]-وأنا مالي يا أبو يزن، دع الخلق للخالق-[/title]