دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل قيادة السلطة الفلسطينية وحركة (فتح) إلى لقاء وطني عاجل من أجل التوافق على استراتيجية فلسطينية موحّدة لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف مدينة القدس، مؤكّداً عدم منح تخويل أو تفويض لأي قائد أو مسؤول عربي أو إسلامي أو فلسطيني بالتوقيع على اتفاق يمسّ القدس والمقدسات. وأوضح مشعل، خلال كلمته في مؤتمر "القدس على أجندة الشعوب والحكومات" الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية في مدينة "أنقرة" التركيّة صباح الأربعاء، أن الانقسام الفلسطيني، والانشغال العربي بالثورات الداخلية "سهّل للعدو الإسرائيلي أن يخطو خطواته لتهويد الأقصى المبارك وهدمه". وتابع "حماية القدس والأقصى من التهويد والهدم والتقسيم يجب أن يكون هدف وطني جامع". وطالب بضرورة حسم موقف فلسطيني وعربي وإسلامي تجاه القدس، يتمثل في "التمسك بالقدس كاملة بلا تجزئة أو تقسيم، ورفض أي مساومة أو تنازل، والتأكيد لأنفسنا وأجيالنا والعالم أنها روح القضية والصراع، وهي الرمز الديني والسياسي والوطني والتاريخي والحضاري، وهذا يجب أن لا نختلف عليه". [title]بناء قدرة عسكرية وتفعيل المقاومة[/title] كما أكّد رئيس المكتب السياسي لحماس أن بناء قدرة عسكرية عربية وإسلامية وفلسطينية حقيقية هو السبيل الوحيد لاستعادة القدس والمقدسات، لافتاً إلى أن الخطوة الأولى في امتلاك القدرة العسكرية هو إطلاق المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي لاستنزاف قوّته. وأضاف "لا يجب أن يعيش الاحتلال باستقرار وبدون قلق واستنزاف يوميّ". ولفت مشعل إلى أن تجريم المقاومة وملاحقتها في الضفة الغريبة، وتصاعد التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي، وإسقاط الخيار العسكري العربي منذ عقود أفقد الأمّة سلاح الردع للعدو الإسرائيلي، و"أتمنى من الأجهزة الأمنية تذكر أننا فلسطينيون شركاء في مواجهة الخطر الصهيوني". ودعا إلى إطلاق مواجهة شعبية واسعة ضد الاحتلال الإسرائيلي تحت عنوان الدفاع عن القدس والأقصى، وتجهيز العدّة لمنع عمليتي الهدم والتقسيم، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية "الوقحة" تجاه الأقصى، بحيث تنخرط فيها جماهير الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج. وأردف "تاريخنا يشير إلى أن عامل القوة والانتفاضة هو عامل رادع كان يوقف العدو الإسرائيلي، وكلنا مدعون لعمل جاد أساسه الجهاد والمقاومة المسلحة التي لا يعرف العدو لغة غيرها". [title]لا شرعية لمفاوض[/title] وفي ذات السياق، نفي مشعل منح شرعية لأي مفاوض يوقّع على اتفاق يتنازل عن القدس، مشيراً إلى أن الواقع العربي اليوم ربما تتوافر فيه حالة أو فرصة أو ظرف أن يتجرأ بعض العرب على توفير غطاءات لتنازلات محتملة في المفاوضات مع الاحتلال. وتابع "لابد من الإعلان الواضح والقاطع بما يمثل الضمير الجمعي للشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، أن أي زعيم أو مسؤول أو مفاوض عربي أو فلسطيني أو مسلم أو مسيحي ليس مخولاً بالتفاوض على القدس، والتوقيع على أي اتفاق يعطي غطاء سياسياً أو دينياً للتنازل عن القدس في أي مفاوضات". وطالب مشعل أن تكون معركة القدس والأقصى "عنوان جامع" للأمة في مقاومة المشروع الإسرائيلي، ووضع قضية القدس والأقصى على رأس أولويات وأجندة القادة والرموز والحركات. وأضاف "يجب أن يسأل كل قائد وزعيم وأمير وملك وكل مثقف أين موقع القدس في أجندته وأولوياته؟". وفي سياق منفصل، أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) أن من حق الشعوب العربية والإسلامية أن يكون لها نضالها الوطني من أجل حريتها وكرامتها ووقوفها ضد الفساد والاستبداد، متمنياً أن تنال حقوقها بسلام بدون دماء، بعيداً عن كل ما يمزق الصف الوطني في كل بلد، وبعيداً عن التدخلات الخارجية في البلاد العربية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.