لم تكن كتائب القسام البطلة تدغدغ عواطفنا أو كانت تمزح حين أعلنت عقب معركة الفرقان أن المعركة القادمة ستكون داخل فلسطين المحتلة عام 1948. حين توعد أبطال القسام، عد البعض ذلك من قبيل التهديدات الجوفاء، شبيهة بتهديد البعض «نحتفظ بحق الرد». الواقع أثبت أن عين المقاومة لا تنام، وأنها كانت تعمل ليل نهار دون كلل أو ملل لنقل المعركة إلى داخل الأرض التي يسيطر عليها العدو. «نفق الرعب» أو «النفق المعجزة» الذي اكتشفته قوات الاحتلال مؤخرا ويصل بين خان يونس في قطاع غزة وإحدى المستوطنات داخل الارضي المحتلة عام 1948 بطول 2.8 كم، كان عملا بطوليا وخارقا ينم عن إرادة جبارة؛ كان تنفيذا حقيقيا وأمينا لتهديدات أبطال القسام. لا أيها السادة، لم يكونوا يمزحون أو يبيعوننا بطولات وهمية كما فعلت وتفعل الأنظمة العربية، لقد كانوا يجدون ويكدون، ويواصلون الليل بالنهار يحفرون نفقا وقبرا للاحتلال. جيش الاحتلال لم يجد ما يفعله سوى إرسال آلاف الرسائل النصية إلى جوالات أهالي غزة يقول لهم فيها: إن قيادتكم، قيادة حماس، تصرف الأموال الطائلة لحفر أنفاق تخريبية، ولا تنفقها في التعليم والصحة لأبنائكم». لكن سلطات الاحتلال لم تقل لنا أين أنفقت المليارات التي هطلت على السلطة في الضفة؟ وكيف هي الأوضاع هناك؟ يحلو للبعض من العدميين والمفرطين بالتشاؤم واليائسين والحاقدين والمنافقين وكثير من العوام أن يقولوا: ما الفرق بين فتح وحماس، كلهم يبحثون عن السلطة والكرسي؟!. صحيح، لكنْ هناك فرق بين من يبحث عن السلطة لحماية المقاومة ودعمها، ومن يبحث عنها لكسر المقاومة وإبادتها.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.