18.57°القدس
18.3°رام الله
17.19°الخليل
23.43°غزة
18.57° القدس
رام الله18.3°
الخليل17.19°
غزة23.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: وشهد شاهد من أهلها

كارتر يعترف أنه أسهم من خلال اتفاقية كامب ديفيد بظلم المصريين. كامب ديفيد حطمت بحسب كارتر أحلام المصريين وآمالهم بدولة حديثة متقدمة تساير التقدم وتشارك في إحداث صناعتها بنفسها. كارتر 2013 نادم على ما فعله من وساطة ضاغطة على مصر في كامب ديفيد حين كان رئيساً لأمريكا. الآن هو قرر أن لا يظلم مصر مرة ثانية هو يقول إن مرسي كان يمكن أن يكون قائداً عظيماً لو كان الإعلام المصري وغيره منصفاً للرجل. لم يكن الإعلام منصفاً وكان الجيش متربصاً. الجيش ليس هو الطرف الأقوى في معادلة الصراع في مصر الآن كما يقول كارتر. الجيش هو الأضعف، والأمر الواقع ليس هو ما يطلبه الجيش، ولكن ما يفرضه الشعب في المظاهرات والاحتجاجات على مدى أربعة أشهر. كارتر يمس بكلامه هذا قضيتين مهمتين من قضايا الشقيقة مصر، لهما انعكاساتهما على القضية الفلسطينية، القضية الأولى: هي اتفاقية كامب ديفيد وهو يصفها بالظالمة لمصر، وهي عائق لتقدمها كدولة حديثة تعتمد على نفسها. ما يقوله كارتر الآن قاله رافضو كامب ديفيد في الأيام الأولى للتوقيع عليها، وما فتئت القوى الوطنية الفلسطينية تطالب بمراجعتها وتعديلها أو إلغائها. وجيد أن يقول كارتر كلامه هذا وإن جاء متأخراً لأنه يعطي في قوله هذا زخماً لمن يرفضون كامب ديفيد ولمن يرفضون اتفاقية أوسلو ويرونها أسوأ من كامب ديفيد، كلام كارتر هذا مفيد أيضاً لمن يرفضون عودة عباس للمفاوضات ويحذرون من التنازلات الخطيرة المكبلة للحقوق الفلسطينية. لأن شهادته (وشهد شاهد من أهلها). لا يجوز للفلسطيني أن ينتظر الرئيس كلينتون أو أوباما 40 عاماً أو أكثر ليصرح أحدهما أنه ظلم الفلسطينيين في أوسلو وغيرها، وأنه نادم ولن يشارك في ظلمهم مرة أخرى. الكيس من اعتبر بغيره ومن دان نفسه قبل فوات الأوان. كارتر يحرضنا بشهادته وهو محق في التخلص من أوسلو والتخلص من كامب ديفيد، وهو يكرر ما تقوله الحركة الوطنية المصرية والحركة الوطنية الفلسطينية. والقضية الثانية: هي أننا كعرب وفلسطينيين نقلع أعيننا بأنفسنا استجابة لعدونا أو جهلاً لما عندنا، لقد كان محمد مرسي، والكلام لكارتر، بداية نهضة مصرية حقيقية، تعتمد على نفسها بالرغم من قيود كامب ديفيد، والرجل بدأ خطواته الأولى نحو الديمقراطية الحقيقية والديمقراطية المنتجة في أبواب الزراعة والصناعة والتجارة والحكم الرشيد، ولكن الإعلام الفاسد حطم أحلام المصريين بالنهضة والتقدم وبدد آمالهم من خلال تحطيمه لرئاسة محمد مرسي، وتمهيد الطريق للانقلاب عليه. انقلب الجيش على مرسي والجيش يحسب أنه هو الأقوى، ولكنه في الحقيقة الأضعف والكلام أيضاً لكارتر، والأمر الواقع هو ما يفرضه الشعب في الشوارع لا ما يفرضه الجيش، وما أنفقته دول الخليج الغنية لن يغير من المعادلة، مصر بحاجة إلى العودة إلى الديمقراطية لكي تبني نهضتها بنفسها وتتقدم في تصنيع منتجاتها، وربما قضى هذا الأمر الخلاص من كامب ديفيد، وما يقوله كارتر لمصر يقوله كلينتون وربما كارتر نفسه أو أوباما للفلسطينيين بلغة أبلغ لو كان في السلطة من يعلمون أو من يعتبرون؟!