حسن الترابي شهيد ارتقى وهو في سجون الاحتلال، اعتقل ومنذ عشر سنوات وعند اعتقاله كان مريضا بالسرطان، والاحتلال الصهيوني يعلم أنه مريض بالسرطان ورغم ذلك تم اعتقاله وليس ذلك فحسب بل وتعرض للتحقيق وزد أن الاحتلال لم يقدم له العلاج المناسب لحالته الصحية. وعلى مدى الشهور العشرة وهو يعاني حتى وصل لمرحلة الموت دون أن يحرك ذلك مشاعر المفاوض الفلسطيني ولا المسئولين في المقاطعة من اجل التحرك حفظا لماء الوجه والمطالبة من سلطات الاحتلال ليس للإفراج عنه وهذا واجب كل مسئول فلسطيني بل من أجل تقديم العلاج له حتى لا تتدهور صحته. ولكن مع الأسف غاب المسئول وغابت القضية حتى استشهاد الترابي على سير المرض مصفدا بالقيود رغم استسلامه للمرض حيث لم يكن قادرا على تحريك جفنيه كي يحرك يديه أو قدميه. حسن الترابي لم يكن الشهيد الوحيد الذي يرتقي وهو داخل السجون وليس هو أول الشهداء ولن يكون الأخير وهناك أعداد من المرضى على قائمة الانتظار وقد تشهد الأيام القادمة استشهاد بعضهم خاصة في ظل الإهمال الطبي المتعمد من قبل الاحتلال والإهمال من قبل سلطة رام الله التي تتعاون مع الاحتلال في كل شيء له علاقة بتوفير الأمن للاحتلال ومستوطنيه دون ان يكون هناك حديثا عن الأسرى والمعتقلين وخاصة من يواجهون الموت على أسرة مستشفيات السجون وهم مكبلين وفي ظل الإهمال الطبي. حسن الترابي باستشهاده حمل رسالة شديدة اللهجة وثقيلة في تبعياتها موجهة إلى المقاومة الفلسطينية أن لا تتوقفوا في البحث عن وسيلة تمكن هؤلاء الأسرى وخاصة المرضى منهم من الخروج من عتمه السجون وعتمة المرض. رسالة كتبت برسم الموت دون أن ينطق صاحبها بكلمة واحدة، ونعتقد أن الرسالة وصلت أصحاب الشأن الذين لم يتوقفوا لا قبل استشهاد الترابي ولن يتوقفوا بعد استشهاده وهم ماضون في طريقهم لتخليص كل الأسرى والمعتقلين من سجون الاحتلال وهذا عهد قطعوه على أنفسهم ولازالوا يبحثون في كل الاتجاهات وما نفق خانيونس إلا واحدا من الأدلة التي تؤكد على أن المقاومة لم ولن تنسى واجبها. سلطة رام الله وأجهزتها لم تكتف بعدم المبالاة وتركت حسن الترابي ومن معه للاحتلال الصهيوني يفعل ما يريد دون أن يكون لها موقفا يساعد على تخفيف المرض لا أن تطالب بالإفراج عنه وهي تجلس على طاولة المفاوضات وكأن هؤلاء الأسرى وخاصة المرضى منهم ليس من مهام السلطة وفريق التفاوض. المعيب بعد استشهاد حسن الترابي وتسليمه بعد أن اسلم روحه لبارئها قامت أجهزة السلطة بالاعتداء على المشيعين بدلا من أن تتوارى خجلا بعيدا عن المشيعين الغاضبين لا أن تعتدي عليهم بل وصلت الوقاحة بانتزاع الراية التي لف بها الشهيد بشكل مهين ودون مراعاة لقداسة الموت وقداسة الشهادة، فكانت شهادة على ما وصلت إليه هذه الأجهزة من انحطاط ودونية. رحم الله الشهيد حسن الترابي والهم أهله وذويه الصبر والسلوان وتقبله الله عنده في علين مع الأنبياء والصديقين والشهداء ونؤكد على أننا ماضون على طريق الشهداء أجمعين وأننا كشعب يجاهد ويقاوم من أجل حقه وثوابته قد سجل أسمة في قوائم الشهداء والمحررين للأرض والإنسان فأين منها تسبق الأخرى فهو خير إن شاء ونحن دائما نرفع عاليا شعار إما نصر أو شهادة.