18.57°القدس
18.3°رام الله
17.19°الخليل
23.43°غزة
18.57° القدس
رام الله18.3°
الخليل17.19°
غزة23.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: العقل البشري أغلى ما نملك فاحرسوه بالعلم !!

يخرج الإنسان من بطن أمه دون أن يكون يعلم شيئاً، فيُعلمه أبواه بما تيسّر لهم حتى يكبر ويصير شاباً، فيُصبح يَعقل ويُميّز الأشياء ويستطيع بعدها أن يَفكّ شِيفرة العُقَد والمُعضلات العِلمية والتربوية والإنسانية، ثم يربط بين المعلومات و يحللها ويستنتج استنتاجات ربما لا يصدقها عقل، ولا يستسيغها جهل، فيرفع بذلك شأن أمته فتصبح بفضل فكره وعلمه في مصاف الدول الكبرى التي لا ينافسها أو يُجاريها أحد. إنه العقل البشري أغلى ما تملك البشرية جمعاء، حبانا الله إياه، لكننا أهملناه، وفي زحمة الأحداث نسيناه. تزودنا بما يُعين أجسادنا على البقاء، وتركنا عقولنا خلف ظهورنا دونما غذاء. أصبحنا نهتم بملبسنا ومظهرنا وبِرستيج حياتنا، ونسينا أغلى ما نملك وأَجّرناه لغيرنا. تركنا سلاحنا الذي يبقينا على قيد الحياة فأصبحنا نجري بل ونلهث متذلّلين مُنكسرين على لقمة خبز أو عن شربة ماء، بل و حتى عن إبرة نَخيط بها رَقع ملابسنا فضلاً عن ملعقة دواء. بصراحة أليس هذا هو حالنا؟ أليس هذا هو حال أمة اقرأ التي أصبحت لا تقرأ ! أليس هذا هو واقع أمة المليار؟ أصبحت ألعوبة في أيدي كل سماسرة العصر وحتى أضحوكة للغشاشين والمرتشين والمرابين ولاعبي القمار؟ أم أنني أبالغ يا سادة يا أخيار ؟. إنها الحقيقة المرة التي يشعر بها كل قلب ملذوع، نعلم جيدا أن العلم حياة القلوب من العمى، ونور الأبصار من الظلم، وقوة الأبدان من الضعف، وبه نبلغ مجالس الملوك، وبه نعيش سعداء، وبدونه نبقى أشقياء، به يرفع الله الناس ويخفض آخرين، فلماذا تتقاعس أمة العلم عن تلك المكانة الرفيعة عن طيب خاطر؟. أليس العلماء كالنجوم يهتدي بهم كل حائر؟ ولماذا نتراجع عن الصفوف الأولى مع أن العلماء هم القادة وهم دوماً في مواقع الريادة ؟ وهم قدوةً في كل شيء، يجلس المعلم والمتعلم على الحصير، أو على الأرض لكن الناس تهابهم من وقارهم وعلمهم، ليسوا كعلماء السلطان، يُغريهم بالمال ويُطلق عليهم أرقى الألقاب، كل حظهم من الدنيا (طَشّة مع الرئيس، جلوس بجواره في لقاء، وبعض الحَظوة أمام الإعلام) وفي الآخرة عذاب أليم. إن الذي يزيد الغيظ والكَمد في النفس ويستحثها للحديث عن كل ذلك هو اهتمام زعامات العرب والمسلمين بالرقص واللهو والطرب، بل هدم العقل البشري العربي المبدع ومحاربته وإجباره على ما يُسمى بهجرة العقول، فيخرج الواحد مهاجراً وغصباً عنه فيُستقبل في عالم الغرب الذين تمسكوا بأسرار القوة بعد أن رفسها أصحابها، يستقبلونه استقبال الأبطال وتُسخّر كل الامكانات ليخدم ويقدم لهم كل جديد، فنكون أجّرنا عقولنا وحاربناها بدلاً من إطلاق العنان لإبداعها وإظهار فعاليتها، ويا ليتهم يتعلمون ممن حولهم. لينظروا إلى ماليزيا ورئيس وزرائها مهاتير محمد كيف حقّق مجداً لها حتى أصبحت في مقدمة الدول العشر الاولى صناعة واقتصادا وفي سنوات معدودة رغم قلة إمكاناتها، وليتعلموا من أردوغان تركيا وهو يفتتح الممر المائي تحت البحر ليربط أجزاء تركيا الممتدة في قارة أوروبا وآسيا. الحقيقة أن الإنسان يتابع وبانبهار كبير، وبشغف منقطع النظير، ما وصل إليه العقل البشري من تطور وتقدم أفاد الإنسانية جمعاء، وألقى بظلاله على آفاق الحياة الكونية الرحبة الواسعة التي لايستطيع أن يوقف تطورها أحد، فهل سيفكر البعض ليكون مثل أولئك القادة الشجعان، أم أنهم سيبقوا يدوروا في فلك القادة الذين لم يزيدوا في تقنية بلادهم ولو بصناعة إبرة، رغم كثرة خيراتهم وبترولهم إلا أنهم ما زالوا يستوردوا أبسط الأشياء. إن ما يسمى بعصر التنوير هو ذلك العصر الذي اهتمّ فيه الملوك والأمراء بالعلم والعلماء فدانت لهم الدنيا، فهل يفعلها اليوم بعض الملوك والزعماء والقادة ؟