19.68°القدس
19.44°رام الله
18.3°الخليل
24.04°غزة
19.68° القدس
رام الله19.44°
الخليل18.3°
غزة24.04°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: غزة وقطر وتركيا ترمى بنيران صديقة !!

بعد مئة يوم على جثث الشهداء والمظلومين حطّ الانقلاب رحاله، وعلى جماجمهم وعظامهم بَنى أركانه وآماله، بَنى أبراجًا من الآمال العريضة، وراح يُسوّقها لعله يجد له نصيرًا، هتك كل الأسرار، وفتح عزاء في كل بيت ودار، وضرب عرض الحائط بأصوات الملايين، لم يَسلم من آثاره شبل أو شيخ أوامرأة، ولم يَسلم لاعب أو صحفي أو حزب أو دول كبرى بحجم تركيا. خلال مئة يوم حدثت متغيرات لابد أن نسلط الضوء عليها، فعلى الصعيد الداخلي لم يتراجع معارضو الانقلاب، ولم يَملّوا من السير على درب الشهداء في رابعة والنهضة وأنحاء مصر جميعًا، بل اتسعت رقعة المحتجين والمعارضين لتصل إلى المدارس والجامعات والشركات الكبرى، ووصلت إلى مستوى دولي عن طريق اللاعبين المصريين الذين حازوا أمكنة مرموقة دوليًّا، ورفعوا إشارة رابعة في كل مكانٍذهبوا إليه، ووصلت إلى عصب الحياة واقتصادها ليُصاب في مقتل رغم محاولة إنعاشه، وأخيرًا وليس بآخرٍ تدويل ما جرى وما يجري من جرائم في مصر، بعد أن طالت أشكال الحياة عمومًا، عن طريق فريقٍ من القانونيين والحقوقيين لمتابعتها دوليًّا. وعلى الصعيد العربي والإسلامي كانت آثار الانقلاب تضرب يمينًا ويسارًا دونما وعيٍأو حكمةٍأو رشاد، فخيمت القطيعة على الأصدقاء والجيران قبل الأشرار والأعداء، وأول من توجع من ذلك ونالته سهام الانقلاب البوابة الشمالية لمصر غزة العزة، لقد أصبحت غزة تحت مرمى النيران الصديقة دونما مغيث، وشيطنها الإعلاميون دونما حسيب أو رقيب، فحوصرت بل اشتد حصارها ليصل إلى قطاعات لم يصل إليها حتى في حكم وعهد الأكثر سوءًا من انقلابي العصر، والمفارقة أن ذلك يحدث لغزة دونما ذنب اقترفته، إلاأنهامع ذلك باقية على الأملالعريض بأن الله له في خلقه شئون، ولن يغلب عسرٌ يسرين. كذلك حلت القطيعة على دول إسلاميةٍ كبرى، فنال قطر وتركيا ما نالهما من السب والشتم والتحريض، حتى وصلت القطيعة إلى سحب حكومة الانقلاب السفير من دولة كبيرة بحجم تركيا، في حين تعزز العلاقة مع العدو الصهيوني، والسؤال المهم: لماذا يحدث ذلك؟، ولمصلحة من؟، والجواب أوضح من الشمس، فحينما وقفت قطر وتركيا مع غزة الجريحة، ومازالتا، وحينما توجهت وفود قطر وتركيا وغيرهما إلى غزة، وحلّالأمراء والوزراء ضيوفًا عليها ليدعموا صمود غزة وحكومتها وأهلها؛ كان هذا الهاجس الأكبر لهؤلاء؛ لِما يمكن أن يتركه هؤلاء من أثر في المنطقة بأسرها، وحينما ترسل تركيا أسطولًا بحريًّا بسفينة "مرمرة" لتخوض البحر وصولًا إلى غزة ويموت ربان السفينة ومن فيها دفاعًا عن غزة، وجيران غزة يسدّون عليها كل طريق؛ كان ذلك أيضًا لطمة كبرى على وجوه الزعامات الكالحة التي فقدت حياءها، وحينما يستقبل قادة المقاومة وتصل أقدامهمإلىأرض لم يطئوها من قبل؛ يُعادون ويُواجهون بالتحريض حسدًا من عند هؤلاء. إننيأشبّه ما يحدث برجلٍ عرف مفاتيح الدعم ومداخل السياسة ثم لم يبح سرًّا لغيره بذلك؛ حتى لا يجاريه أحد في شيء من ذلك، وحتى لا يفقد مكانه بعد وقت يسير، وحتى لا تلفظهم الأجيال، ويلفظهم التاريخ، أصبحت اللعبة مكشوفة واضحة للأعمى قبل البصير، أن غزة يجب أن تركع، وأنها يجب أن تعاقب لقولها: "لا"، ويجب ألا يعينها أحد على تجاوز محنتها، وإن مات الطفل الرضيع، وإن مات الشيخ الراكع أو الوحش الراتع، إنهم يفعلون ذلك ويقتلون شعوبهم إرضاء لأمريكا والكيان العبري، فهل يبخلون عن جيرانهم بنيران صديقة؟!