20.55°القدس
20.27°رام الله
19.42°الخليل
24.53°غزة
20.55° القدس
رام الله20.27°
الخليل19.42°
غزة24.53°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: دعوة للعبث أو للتنازل

نتنياهو يدعو عباس إلى الكنيست. الدعوة الأولى إلى الكنيست لباها الرئيس الراحل أنور السادات. السادات خاطب الكنيست بكل ما يريد، ولكنه في الواقع والميدان استجاب لكل ما تريده الكنيست. اتفاقية كامب ديفيد لم تحقق شيئا مما قاله السادات في الكنيست ، ولكن ما قاله كان مرضيا لغروره، ولغرور العربي الذي يشبع من الخطابة، ومن اللغة العنترية. ما بعد الخطاب كان التنازل لا في مجال الحقوق المصرية فحسب، بل ثمة تنازل عن حقوق فلسطينية عديدة. إسرائيل هي دولة محتلة لفلسطين بإجماع عربي ودولي، والاعتراف بوجودها ، وتوقيع اتفاقيات معها يتضمن تنازلا عن حقوق فلسطينية تاريخية عليها إجماع عربي وفلسطيني. إن اتفاقية رسم حدود مثلا مع أي من الدول العربية هو على حساب فلسطين، وفيه إلغاء لمطلب الفلسطينيين والعرب بالتحرير. ومن ثم استولدت إسرائيل والمنظمة اتفاقية أوسلو من اتفاقية كامب ديفيد. كامب ديفيد أم الخبائث، وأوسلو بنتها، وإن قيل عنه اتفاق فلسطيني منفرد. الاتفاقيتان معا هدمتا الحق العربي في تحرير فلسطين، واستبدلتا التحرير بالتعايش على ما يتفق عليه الطرفان في المفاوضات. ما قلته في هذه المقدمة استدعى قوله الآن تلكم الدعوة التي وجهها نتنياهو إلى عباس، وتلكم الإجابة التي وردت على لسان عباس بأنه لا يمانع الزيارة إذا كان بإمكانه أن يقول كل ما يريده هو، لا ما يريده نتنياهو؟! واستدعاه أيضاً ما قالته حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، حيث قالت إنه لا مانع من أن يزور عباس الكنيست، إذا كان ذلك يعني اعترافا من نتنياهو بدولة فلسطينية على حدود١٩٦٧م ؟! . لاحظ المناورة الكلامية التي تشبع الغرور العربي الساذج، والتي لا تتضمن رصيدا أو قيمة. عشرون سنة من التفاوض ولم يحصل المفاوض على مجرد ترسيم متفق عليه لما يسمى حدود دولة فلسطينية محتملة ستولد من رحم التفاوض. والآن تريد أن تحصل عليها عشراوي من زيارة عباس للكنيست. أين المنطق؟ وأين المناورة؟ أم نحن أمام أجواء تستعيد على الصعيد الشكلي زيارة السادات وخطابه، تمهيدا لتنازلات فعلية على طاولة التفاوض ؟!. في الرؤية الإسرائيلية دعوة عباس للكنيست، هي في الجوهر دعوة إلى التنازل ، وإلى القبول بالمطالب الإسرائيلية، وزيارة الكنيست هي ترسيم شرفي لهذه التنازلات لا أكثر ولا أقل. ومن ثم فإن قبول الدعوة بصيغة: ( نعم، ولكن) ، ستنتهي لاحقا ( بنعم بدون لكن) ، وهذا هو الخطر في مثل هذه الدعوة، وفي مثل هذه الإجابة. الحالة الفلسطينية لا تحتمل هذا العبث، وتلكم اللغة الرمادية حمالة الأوجه، ومن هنا رفضت الفصائل هذه الدعوة ، لأنها تتخوف من التنازلات اللاحقة، على نحو ما حصل في زيارة السادات، لا سيما إذا عرفنا أن الوضع التفاوضي للسادات كان أقوى مرات عديدة من الوضع التفاوضي لمحمود عباس. لذا نقول: إن دعوة نتنياهو هي دعوة للتنازل، أو دعوة للعبث، والحقوق المتبقية للفلسطين بعد اتفاقيتي( كامب ديفيد وأوسلو) وبعد عشرين سنة من المفاوضات لا تحتمل العبث، ولا مزيدا من التنازلات.