20.55°القدس
20.27°رام الله
19.42°الخليل
24.53°غزة
20.55° القدس
رام الله20.27°
الخليل19.42°
غزة24.53°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الإتفاق الإيراني مدخل للحل النهائي

الإتفاق النووي الإيراني الغربي, خرج الجميع رابحاً منه, بما في ذلك روسيا والصين, اللتان وقعتا على الإتفاق إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا. والإعتراضات التي تصدر من السعودية, واسرائيل لا تعني أنها تمثل موقفاً ثابتاً ودائماً.. ذلك أن هنالك من يتوقع أن يأذن هذا الإتفاق بإستعادة العلاقات الحميمة بين طهران وتل أبيب إلى ما كانت عليه في زمن الشاه قبل سنة 1979. أما السعودية, فقد ترى نفسها في حالة تنافس مع ايران على أيهما سيكون الأقرب في علاقاته مع واشنطن..؟! بل إن المعارضة الفرنسية للإتفاق, التي استمرت طوال اسبوعين, يجب أن لا يفاجىء المراقبون, إن اكتشفوا قريباً, بأنها مهدت فقط من أجل حصول فرنسا على مكاسب اقتصادية وتجارية مع ايران, تعويضاً لها عن انفراد الشركات الأميركية بتنفيذ المشاريع العملاقة في عراق ما بعد 2003.. وهذا ما جعل فرنسا تتقدم على الموقف الأميركي في دعم اسقاط معمر القذافي, كي تكون لها حصة الأسد في ليبيا. كذلك, فإن انضمام روسيا والصين للإتفاق يعني وضع سقف للحرب الباردة المستأنفة, التي اطلقها الإتفاق السوري ـ الأميركي بشأن الأسلحة النووية السورية, بمعرفة موسكو.. بل إن موسكو وواشنطن ساهمتا معاً في إملاء وفرض الإتفاق على سوريا..! ولئن كان الإتفاق الروسي الأميركي, مثل ازدواجاً لإتفاق يالطا التاريخي عقب الحرب العالمية الثانية، فإن الإتفاق النووي الإيراني يمنح اتفاق يالطا الجديد دفعة قوية إلى الأمام. يصعب تصور اتفاق المصالح وتناقضها بين الدول الكبرى في ذات الآن، في اقليم جغرافي محدد.. خاصة حين يكون ترمومتر السياسات الخارجية الأميركية يتجه نحو الإستقرار على اعتماد لغة المصالح المشتركة, والعزوف عن خوض المزيد من الحروب..! قبل توقيع الإتفاق بدا أحد العناوين المهمة في المشهد الإقليمي, وكأن روسيا تعمل على اختطاف حلفاء اميركا. أما مع الإتفاق النووي الإيراني, فيمكن أن ننظر للأمر بإعتباره قد بلغ مرحلة تقاسم.. أو اقرار الجميع بمصالح الجميع في المنطقة. والمعني بالجميع في هذا المقام هو جميع الدول الكبرى. وسيكون هذا الإتفاق امتحاناً حقيقياً لمدى صلابة التحالف الإيراني ـ السوري, خصوصاً حين يدخل الكبار اطرافاً فاعلة فيه. وفي السياق, لا بد من ملاحظة أن ايران اعتبرت, وعلى الطريقة السورية من قبل, أن موافقتها على خفض مستوى تخصيب اليورانيوم إلى أقل من 5% يمثل انتصاراً لها.. تماماً كما اعتبر النظام السوري تسليمه لأسلحته الكيماوية توطئة لتدميرها انتصاراً له..! كيف يكون ذلك..؟ الواقع أن في الأمر وجهة نظر تستحق التوقف عندها. لقد ادركت كلاً من دمشق وطهران أن توفيق علاقتهما مع واشنطن, يؤمن لهما ذات الأهداف التي طمحا إلى تحقيقها من خلال الأسلحة الكيماوية بالنسبة لسوريا, وصنع قنبلة نووية بالنسبة لإيران, من خلال التفاهم مع واشنطن على الإبقاء على النظام السوري والحيلولة دون انتصار الثوار المتشددين في دمشق, والإقرار بدور اقليمي لإيران في منطقة الخليج العربي. إن تصور امكانية انقلاب طهران على النظام السوري في دمشق, يتأسس على اعتقاد بأن واشنطن راغبة في اسقاط هذا النظام, وتجاهل حقيقة أن واشنطن لا يمكن أن تقدم على مخاطرة بحجم السماح بوراثة اسلاميين متشددين لنظام الحكم السوري, لما يمثلونه من خطر على اسرائيل, وتفويتاً لفرصة سانحة تتمثل في استعداد النظام السوري حالياً لتوقيع معاهدة سلام مع اسرائيل.. دون أن تقبل دمشق بكامل الإملاءات والشروط الإسرائيلية ـ الأميركية المعروفة. إن نظاماً براغماتياً كالقائمين في دمشق وطهران, جاهزان لمقايضة المصالح, أفضل لأميركا واسرائيل بما لا يقارن, من نظام بديل استاتيكي التفكير.. لا يمكنه أن يفكر خارج التابوهات الدينية المؤسسة على تكفير غير المسلمين, ورفض أي تفاهم معهم.. وهذا هو حال التنظيمات السلفية المتعاظم دورها حالياً في الثورة السورية..! لا جدال في أن اسرائيل لا تحبذ المغامرة التي توصلت لها اميركا مع ايران ممثلة في الإتفاق النووي, لسببين رئيسين: الأول: عدم قدرتها على المقامرة بمستقبل الدولة العبرية, في حال امتلكت ايران قنبلة نووية. الثاني: طبيعة التنافس (ولا نقول تناقض) بين مصالح طهران وتل أبيب. إن التنافس بين مصالح الدولتين يتركز أساساً على الهيمنة على المنطقة.. ويأتي النفط على رأس هذه المصالح..! لذلك, وحين تتأكد اسرائيل من أن واشنطن لن تسمح لها بتجاوز الإتفاق, وحين تكتشف طهران حقيقة النظرة الإستراتيجية الأميركية القائمة على توظيف الأقلية الإسلامية (الشيعية) ضد الكل الإسلامي (السني).. حين يتم اكتشاف اسرائيل وايران لهاتين الحقيقتين الكبيرتين, ستكتشفان الحقيقة الثالثة المكملة، وهي أن تقاسم النفوذ والمصالح في الإقليم, أفضل بكثير من مواصلة الصراع غير المجدي على قاعدته..!! هنا يمكن لكلا الطرفين تذكر تاريخ مديد من الود والتحالف ربطهما قبل سنوات قليلة من الخصام..!! في هذا السياق يتوجب ملاحظة ما يلي: أولاً: توحد الموقف السوري ـ الإيراني ـ العراقي على تأييد الإتفاق الكيماوي السوري, والإتفاق النووي الإيراني. ثانياً: التزام حزب الله الصمت في الحالتين. ولنا أن نتوقع: أولاً: أن يشمل الجانب السري من الإتفاق تحجيم تسليح ودور حزب الله بقرار من علي خامنئي.. مرشد ايران والحزب..! ولا ننس هنا أن حسن نصر الله أمين عام حزب الله هو وكيل مرجعية خامنئي الدينية في لبنان. ثانياً: وقف الدعم الإيراني لحركة "حماس" وجميع فصائل المقاومة الفلسطينية..! هذا في حد ذاته يمثل عامل اغراء وإغواء لإسرائيل, كي تتقارب مع ايران. ايران كذلك التي وظفت عدائها المعلن لإسرائيل طوال ثلاثة عقود تقرباً من محيطها العربي, يمكنها الآن أن توظف بدلاً عنه, تقاربها مع واشنطن, ليحقق ذات الهدف. وبدورها, فإن السعودية التي تدرك أن مواصلة رفضها للإتفاق النووي الإيراني أمر لا يتسم بالحكمة, ستجد نفسها في نهاية المطاف مدعوة إلى توظيف تاريخ علاقاتها المتواصلة مع واشنطن, من أجل أن تواصل التنسيق معها بما يحقق مصالحها, وعدم الإضرار بها. إلى ذلك, فإن أهم ما يمكن رؤيته في نهاية نفق الإتفاق النووي الإيراني هو حل نهائي للقضية الفلسطينية بالتزامن مع معاهدة سلام سورية ـ اسرائيلية..