19.68°القدس
19.41°رام الله
18.3°الخليل
25.46°غزة
19.68° القدس
رام الله19.41°
الخليل18.3°
غزة25.46°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

خبر: محمد أبو زيد.. دعوة واعتقال وإبعاد

منعت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إحياء الذكرى الثانية لرحيل الشيخ أبو زيد في جنين، خطوةٍ أثارت غضباً واستهجاناً واسعين. كما أن ذلك ساهم في تسليط الضوء على حياة هذا المجاهد الذي قدم لفلسطين وللدعوة الإسلامية الغالي والنفيس. وولد محمد فؤاد أبو زيد في بلدة قباطية بمحافظة جنين عام 1934م، ونشأ في أسرة ريفية متدينة، فدرس المرحلة الابتدائية في مدرسة البلدة. وفي عام 1950م التحق بمعهد البعوث الإسلامية في الأزهر للدراسة الثانوية الأزهرية، ثم بكلية أصول الدين التي تركز على علوم الفلسفة والمنطق وتاريخ الأديان إلى جانب العلوم الشرعية وعلى رأسها الوعظ والإرشاد. وفي السنة الثالة ونتيجة لظروف طارئة عاد الشيخ لبلده ولم يكمل دراسته، إلا أنه قرر من جديد أن يكمل تعليمه، فكانت وجهته دمشق ليتابع مسيرة التعليم الجامعي في كلية الشريعة بجامعة دمشق، وتخرج منها عام 1960 بشهادة إجازة في الشريعة الإسلامية. وبعد تخرجه من جامعة دمشق عمل الشيخ أبو فؤاد مدرساً في المدرسة الثانوية الشرعية التابعة لإدارة الأوقاف الإسلامية في عمان، وانتقل بعدها إلى وزارة التربية والتعليم الأردنية ليعمل مدرساً في مدرسة مأدبا الثانوية. ثم انتقل إلى مدرسة جنين الثانوية وكانت في ذلك الوقت الثانوية الوحيدة في منطقة جنين، واستمرَّ فيها حتى عام 1971. وفي نهاية عام 1977م، انتقل من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، فعمل مديراً لأوقاف نابلس، ثم مديراً لأوقاف جنين، وظل فيها حتى تاريخ 1/4/1996م حيث انتقل إلى وظيفة مفتي محافظة جنين، وصار عضواً في مجلس الفتوى الأعلى وعضواً في الهيئة العامة الإسلامية العليا في الضفة الغربية، في عام 2000م ترك الوظيفة ولزم البيت بسبب مرض ألم به. [title]دعوة واعتقال وإبعاد[/title] يعد الشيخ أحد قيادات جماعة الاخوان المسلمين الأوائل، ومارس نشاطاً كبيراً في الإصلاح الاجتماعي في منطقة جنين وغيرها من مناطق فلسطين، وكان من الرواد الذين نشروا الدعوة وربوا الشباب على الإسلام في الأرض الفلسطينية التي احتلت عام 1948م وخاصة في المثلث والجليل، فكانت له جولات دعوية في كثير من مدن وقرى فلسطين من الجليل الأعلى وحتى النقب. عرض هذا النشاط الميمون شيخنا إلى الاعتقال ودخول سجون الاحتلال عدة مرات، وهو من الثلة التي أبعدتها سلطات الاحتلال إلى مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992م. [title]رجل الإصلاح[/title] نشط الشيخ في مجال الإصلاح وفض النزاعات العشائرية والتنظيمية والتحكيم في مختلف الأحداث على مستوى محافظة جنين، ومن أنشطته الهامة المشاركة في تأسيس لجنة أموال الزكاة لمحافظة جنين ومساعدة لجان الزكاة الأخرى والجمعيات الخيرية على أداء عملها بالشكل السليم وذلك بما يتمتع به من حكمة، وخبرة في هذا الميدان. واختير الشيخ محمد فؤاد أبو زيد عضواً في الهيئة الإسلامية العليا في القدس وفي مجلس الإفتاء الفلسطيني الأعلى. ومن الفنون التي كان يتقنها الشيخ فن الخطابة، وله خبرة تزيد عن 40 سنة فيها كما أنه ينظم الشعر وله مجموعة من القصائد نظمها خلال وجوده في سجن الاحتلال وخارجه، وله ديوان شعر أعده في مرج الزهور. ورغم إبداعه في ميادين الإدارة والخطابة، حافظ الشيخ على انتمائه الريفي فعمل في الزراعة مكرساً فيها حبه لوطنه وانتماءه لأرضه. وبرحليه أطفئت منارة من منارات فلسطين، حيث انتقل إلى الرفيق الاعلى عن عمر يناهز الثمانين عاما، وبعد صراع طويل مع المرض الذي غيّبه عن مشهد الأحداث لأـكثر من عشرة أعوام نتيجة إصابته بعدّة جلطات متتالية أقعدته عن الحركة والتواصل.