أكد يفيجيني كاسبرسكي، مخترع برنامج مكافحة فيروسات الكمبيوتر الشهير المسمى باسمه، أن الصين هي أكبر مصدر لفيروسات الكمبيوتر في العالم، واصفاً الفيروسات الصينية بأنها تأتي كما لو كانت تسير في خط منتظم يشبه طابور الصباح المعتاد في جميع المؤسسات لديهم. وناقش كاسبرسكي، في حوار أجراه مع مجلة (ديرشبيجل) الألمانية، مجموعة من عمليات هجوم القراصنة التي حدثت مؤخرا على الشركات متعددة الجنسيات؛ مشيراً إلى أن المحترفين هم السبب وراء انتشار فيروس ستكسنت "Stuxnet"، الشهير الذي أصاب المفاعلات النووية الإيرانية؛ ومعرباً عن خوفه من انتشار العنف الشخصي على الساحة الإلكترونية على نطاق واسع. وإليكم نص الحوار: متى وقعت آخر مرة كصانع لبرامج مكافحة الفيروس كضحية لفيروس؟ لقد أصيب جهازى الخاص مرتين في الآونة الأخيرة، إحداهما عندما أعاد شخص بطاقة الذاكرة المدمجة "flash memory" لي في مؤتمر، ولكن برنامجي ساعدني في التخلص منه. المرة الثانية عندما أصاب الفيروس الموقع الالكتروني الخاص بفندق بقبرص، ويمكن أن تحدث هذه المواقف لأي شخص آخر. يؤكد علماء دراسة الفيروسات مدى قاتلية الفيروسات التي يقومون بدراستها، هل مازلت تشعر برغبتك في دراسة تكنولوجيا فيروسات الحاسب الاّلى؟ كلما كان الفيروس أكثر تعقيدا، كلما زادت الإثارة في فك النُظُم الحسابية الخاصة به، وتزيد سعادتى كلما أتمكَن من هذا. فيوجد جانب احترافي ولكن هذا لا يؤثر إذا لم توجد الحماسة، فإن الفيروس يُمثل جريمة، فما يفعله القراصنة شيء بالغ السوء ولن أساهم فى مثل هذه الجريمة بل يجب علي محاربتها. أنت وشركتك من سيتربع على عرش العهد الجديد لهذه الحرب؟ غير صحيح، لأن هذه الحرب لا يمكن الفوز فيها، ففيها مجرمون وضحايا فقط. كل ما نستطيع القيام به هو منع أى شيء من الخروج عن نطاق السيطرة. وهناك حلان فقط لهذه الأزمة، وكلاهما غير مرغوب فيه، ألا وهما حظر استخدام أجهزة الكومبيوتر أو حظر الأشخاص. بالرغم من أن شركتك بها أكثر من ألفى عامل، فهذا يعتبر كمًّا قليلا بالمقارنة مع الشركات الأخرى المُصنعة لبرامج مكافحة الفيروسات مثل McAfee (ماكافي) وSymantec (سيمنتيك)، فهل يمكنك اللحاق بهم؟ بالطبع نحاول، وروسيا هي أفضل وأهم منافس لنا، حيث إن شركةMoscow (موسكو) تنتج أفضل البرامج على مستوى العالم، فلديها أكبر عدد من الجامعات البارزة في تخصص التقنية الفنية. وبالرغم من أنهم لا يملكون القدرة على تصنيع السيارات بنفس قدرتكم أنتم الألمان، إلا أنهم يصممون برامج بارعة. قد سبق تدريبك بجهاز أمن الدولة السوفييتي القديم "KGB"، وهو من أهم أجهزة المخابرات؛ وباعتبارك خبيراً في فك الشفرات في عهد الاتحاد السوفييتى..هل كان يمثل هذا بالنسبة لك عائقاً من التوسع فى الغرب؟ لا، فى الحقيقة نحن شركة ذات جذور روسية. وأحياناً نشعر بوجود قدر من الشك بشأننا، وبالرغم من ذلك، فإننا نأتي في المرتبة الأولى في ألمانيا، كما تطورنا بسرعة بالولايات المتحدة الأمريكية لدرجة أن أصبح لنا عملاء بحلف الناتو. مثل من؟ مثل وزارة الدفاع بإحدى الدول، ولا يمكننى الإفصاح عن اسم الدولة. ما هى الدول التي لديها أكبر عدد من الفيروسات؟ لا يمكننا تحديد دولة بعينها لأن الفيروسات لا تحمل بطاقة شخصية، ولكن يمكننا فقط تحديد لغة صانع الفيروس في وقت إعطاء الأمر من مخترع الفيروس لبدء تنشيطه وطريقة التواصل بينهما. أى المُبَرمِجون الروسيون لم يصنعوا أشياء مفيدة فقط، فنحن نعتقد أنهم مهيمنون على نشاط الفيروسات؟ يعتمد هذا على الفيروسات المُبَرْمَجة، فنحن نأتى فى الترتيب الثالث بعد الصين وأمريكا اللاتينية. وللأسف، الروسيون هم بين أهم أطراف القرصنة الاجرامية النشطة بسبب تقدمهم العلمى. ففى غضون هذه الأيام، يُصَنع الروسيون فيروسات وبرامج طروادة المعقدة بناء على الطلب. بالرغم من أن أكثر البرامج الضارة مكتوبة باللغة الصينية مما يعنى أنها تأتى مباشرة من جمهورية الصين الشعبية كما تأتى أيضا من سنغافورة وماليزيا وكاليفورنيا، حيث يوجد قراصنة يتحدثون اللغة الصينية الشمالية. ومما يدعو للدهشة، أقل عدد من الفيروسات يأتى من الهند بالرغم من أنها نجم لامع وساطع فى سماء تكنولوجيا المعلومات!! معدل الجريمة فى الهند قليل بشكل عام، ويمكننا أن نُرجع ذلك لمسألة العقلية. وتقريبا يبلغ الهند والصين نفس التعداد السكانى ونفس التقدم التكنولوجى فى مجال الحاسب ونفس مستوى المعيشة ونفس الجذور الدينية... ولكن الصين تُطلق فيروساتها كما لو كان آتيا من خط منتظم من طابور الصباح.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.