24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: ثورة في قفص زجاجي

في ٢٨ يناير ٢٠١١ كانت جمعة الغضب. الجمعة التي انتهت بفشل الداخلية في قمع الثورة. وكانت جمعة الغضب بداية السقوط لحكم مبارك ، والبداية الحقيقية لانتصار الثورة. واليوم في ٢٨ يناير من عام ٢٠١٤ يحاكم الرئيس محمد مرسي أول رئيس مصري منتخب، يمثل الثورة التي نجحت في إسقاط مبارك، وإسقاط التوريث. المفارقة بين يناير ٢٠١١م، ويناير ٢٠١٤م ، هي المفارقة بين ثورة شعبية حقيقية، وبين الثورة المضادة التي قررت محاكمة ثورة يناير٢٠١١م ، من خلال محاكمة الرئيس المنتخب الذي قدمته الثورة لمنصب الرئاسة، بغض النظر عن الانتقادات التي وجهت له، أو للإخوان، لأن الانتقادات لا تنفي عن مرسي أنه كان خيار ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ ، والتي وصفت بعدم الاكتمال في الأيام الأولى من نجاحها، لأنها تدحرجت في حضن العسكر في اليوم التالي لتنحي مبارك. لم يتوقع ثوار يناير ٢٠١١ هذه النهاية المأساوية لثورتهم، لأنهم لم يتوقعوا ما حدث من قادة الجيش، ولم يتوقعوا القتل، والاعتقال، ولم يتوقعوا ضرب البنات وسحلهن أمام عدسات الإعلام. ولم يتوقع أحد ما حدث أمس في محاكمة محمد مرسي، حيث فلتت أعصاب القاضي، وبان موقفه المعادي للمتهم، وهو أمر يخالف القانون ، ويجعل المحاكمة سياسية بامتياز. محاكمة محمد مرسي بتهمة الفرار من سجن وادي النطرون في ٢٨ يناير٢٠١١ م، تعني أن السلطات القائمة الآن هي امتداد للسلطة التي كانت قبل الثورة، والتي اعتقلت مرسي وغيره في الأيام الأولى للثورة، وأنها لا تعترف بالثورة ولا بانحراف نظام مبارك. في ٢٨ يناير ٢٠١١ م خرج أكثر من (٥٠ ألف) معتقل وسجين، في السجون المصرية، والغريب أن تهمة الفرار من السجن توجه فقط لمحمد مرسي وعدد محدد من الإخوان، دون غيرهم ممن خرجوا من السجون، وهو خروج طبيعي بسبب اضطراب الحالة المصرية، وانهيار الشرطة ووزارة الداخلية، ويحدث في كل بلاد العالم ، إن (الانتقائية ) التي تتعامل بها السلطات الحاكمة في هذه القضية، قد تعصف بالقضاء المصري. بعض المعلقين على المحكمة وعلى أوضاع مصر الآن، يرى أن السلطات القائمة تحاول احتقار الثورة، واحتقار المتظاهرين، وإهانة المتهمين، وإخافة المجتمع بكل مكوناته، لإخضاعه لقرار الجيش. إنه وبغض النظر عما تقدم يبقى السؤال الحائر يقول: ماذا يحدث في مصر؟! ومصر إلى أين؟! وما تأثير ما يحدث في مصر على العالم العربي، وعلى فلسطين؟! الحديث عن العراق مرعب ومخيف. والحديث عن سوريا أكثر من مرعب ومخيف. فماذا يكون حديث الناس غداً عن مصر حرسها الله ونجا أهلها من كل سوء.