24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: ليست لاعباً ولكنها تحتل الملعب

هل هانت فلسطين على قادة النظام العربي، حتى باتت ( إسرائيل لاعباً أساسياً في المنطقة العربية) بحسب تصريح لبعض القيادات العربية الخليجية في مؤتمر ميونخ للأمن؟! هب أن فلسطين هانت. وهب أن (إسرائيل) تمكنت من فرض أمر واقع في فلسطين المحتلة بقوة السلاح، وبغفلة النظام العربي في العقود الماضية، فهل يجيز هذا للنظام العربي أن يرى في (إسرائيل) لاعباً أساسياً في المنطقة العربية، والمشرق الإسلامي؟! (إسرائيل) كيان دخيل في المنطقة العربية. الكيان الدخيل مضى على نشأته أقل من سبعة عقود حتى الآن. وهو كيان غريب عن العروبة، ولا يشترك مع سكان المنطقة لا في دين، ولا في لغة، ولا في عادات ولا تقاليد. وهو كيان قائم على الغصب والاحتلال، وله ارتباطات عدوانية مع دول الاستعمار القديم والحديث، وهو أداتها في المنطقة وهو يحمل تهديداً مباشراً وغير مباشر للدول العربية منفردة، ومجتمعة..الخ. فكيف يصبح كيان بهذه الصفات لاعباً أساسياً في المنطقة العربية؟! لا أود أن أخاطب القائلين بهذا بلغة فلسطين، ومنطق المقاومة الفلسطينية، ومصالح الشعب الفلسطيني، فهذا الخطاب والمنطق تحدثنا به كثيراً، ولكن أود أن أخاطبهم بمصالح بلادهم، ولغة شعوبهم، وأقول لهم الحكمة القديمة: ( أكلت يوم أكل الثور الأبيض ؟!) . قرأت قديماً أن اليهود تكره (جورج واشنطن) ، لأن جورج حذر شعبه يوماً من التساهل مع اليهود، قائلاً لهم إذا تساهلتم معهم، فستصيرون عبيدا لهم. ومضت السنون وتحققت نبوءة جورج واشنطن، فاليهود اليوم هم سادة المجتمع الأمريكي، وسادة القرار الأميركي. هل تنتظر دول الخليج وغيرها من البلاد العربية المصير الذي حذر منه جورج واشنطن؟! هل ستصبح (إسرائيل) سيدة القرار العربي، وسيدة القرار الإقليمي، من خلال هذه التصريحات غير الناضجة، حتى وإن جاءت بأسلوب الشرط:( لاعباً أساسياً في المنطقة، إذا توصلت إلى اتفاقية سلام مع الفلسطينيين). لأنه لا قيمة لهذا الشرط، فاتفاقية السلام لن تغير من طبع (إسرائيل) العدواني، ومن شهوتها في السيطرة على القرار في المنطقة. طبعاً لا توجد اتفاقية سلام حقيقية، والموجود اتفاقية استسلام، أو اتفاقية إذعان هي ترجمة غير مباشرة للقوة العسكرية الإسرائيلية. وبالتالي كيف تأمن الدول العربية والشعوب العربية على نفسها وعلى مصالحها ؟! وكيف للنظام العربي أن يشرك (إسرائيل) في قراراته العربية والإقليمية؟! هل يمكن أن تكون (إسرائيل) يوماً حليفاً مخلصاً للعرب ضد الأخطار التي تهددهم، وهي أكبر تهديد للمنطقة العربية من المحيط إلى الخليج؟! إنه لا قيمة سياسية إيجابية لمثل هذه التصريحات حتى ولو كانت من باب الدبلوماسية، والمناورة الإعلامية، لأنها تسهم في خلق بيئة ثقافية وأخلاقية تقبل بالاحتلال عضواً طبيعياً في مركز المنطقة العربية الخالصة للعرب. الأصل أن نحافظ على ما ورثناه عن الأجداد والقادة، ومنه : أن (إسرائيل) كيان محتل وشاذ، وأنه لن يكون لاعباً أساسياً ولا ثانوياً في قرار المنطقة، حتى ولو كان كذلك بقوة السلاح والتدخل. لا تمنحوا (إسرائيل) كرسي السيادة والقيادة ، على حسابكم وحساب شعوبكم، خذوا بتحذير جورج واشنطن، إن لم تأخذوا بتحذيرات الدين والتاريخ، وواقع فلسطين