في خضم الانشغال بالملفات السياسية، سعى ناشطون محليون لإيجاد موطئ قدم لقضايا مجتمعية، على احتكاك مباشر بهموم المواطنين، ولها تأثير مباشر على حياتهم. وليس أهم من قضية ارتفاع الأسعار، لا سيما في ظل ظروف اقتصادية بالغة التعقيد تحيط بالفلسطينيين. من هنا جاءت "حملة صدى مواطنين لخفض الأسعار"، التي يشرف عليها ملتقى حريات فلسطين لتعزيز مشاركة المجتمع المدني في مراقبة السياسات الاقتصادية والاجتماعية للحكومة، وتفعيل دوره للحد من ظاهرة ارتفاع أسعار السلع الأساسية. الحملة انطلقت من جامعة النجاح بنابلس بمشاركة عدد كبير من الناشطين والمهتمين بالملف الاقتصادي، وطلبة ومواطنين. منسق الحملة الناشط زيادة زيادة أوضح أنها تقوم على محاور أساسية بدأت بالحديث عن رسالة المطالب وحملة الإعلام المجتمعي والإلكتروني، وطرق تشكيل مجموعات شبابية ضاغطة ومناصرة، إضافةً إلى الحديث عن لقاءات متنوعة مع صانعي القرار إيجاداً للحلول المفيدة للأسرة الفلسطينية. وأشار إلى أن "الدعوات تعالت للتفكير بشكل منطقي في إمكانية تحقيق نتائج ملموسة لتخفيض الأسعار، وضرورة طرح حلول منطقية؛ مع الآخذ بعين الاعتبار كل الاتفاقيات والسياسات والالتزامات القانونية والاقتصادية التي ستكون عاملاً محدداً لنجاح أو فشل عملية التخفيض". وقدم زيادة خلال مداخلته سلسلة من الحلول والدراسات العملية والمنطقية لضمان نجاح الحملة، متحدثاً عن أن تخفيض الأسعار ليس بالشيء السهل، حيث أن الإشكالية الأساسية تكمن في الاستيراد غير المباشر، الذي يجب التفكير بآليات لمعالجته. وأكد أن الحملة متواصلة في عقد وتنظيم سلسلة من اللقاءات والحوارات مع كافة الأطراف ذات المصلحة والعلاقة المترابطة، وأن مسؤولية عملية تخفيض الأسعار تقع على عاتق ثلاثة أطراف: الحكومة، القطاع الخاص والمواطن، للعمل بشكل متوازن على عمليات الضغط. بدوره، لفت رئيس جمعية المستهلك الفلسطيني بنابلس، المهندس إياد عنبتاوي لأهمية مضمون هذه الفعاليات، قائلاً إنها يجب أن تركز على توعية المواطن بقضية الأسعار، التي ستخلق بدورها ثقافة الضغط والتغيير، وتشكل مانعاً من إرباكات السوق وطمع التجار. وأشار إلى أن شهر رمضان على الأبواب، "ومن الضروري أن نحقق تقدماً ونجاحاً ملموساً وهذا سيدعم الحملة من المواطن"، مؤكداً على دور جمعية حماية المستهلك الهام لإنجاح رسالة المطالب. والجدير ذكره أن مشروع "صدى مواطنون لخفض الأسعار" الذي ينفذه ملتقى الحريات، يأتي في إطار برنامج تعزيز مشاركة المجتمع المدني CPP.