تمر اليوم الخميس الخامس من يناير الذكرى السادسة عشر لاغتيال المهندس الأول في كتائب الشهيد عز الدين القسام المجاهد يحيى عياش "أبو البراء" . والذي اغتالته قوات الاحتلال في مدينة غزة عبر هاتف نقال ملغوم نقله له أحد العملاء . في مثل هذا اليوم من عام 1996 كان الموعد مع القدر ، كانت روح المهندس يحيي عياش ترتفع إلى عليين بعد جهاد و مقاومة أذلّ فيها دولة قيلَ عنها أنها لا تقهر و لكن قهرها المهندس الشهيد القائد يحيى عياش. ويعد المهندس الأسطورة يحيى عياش أول من استخدم الحزام الناسف لتنفيذ عمليات استشهادية عبر زرعه حول استشهادي فلسطيني ، حيث أذاقت عملياته التي أشرف عليها الكيان الصهيوني من ذات الكأس التي سقى بها الشعب الفلسطيني . [title] شهادة الأعداء[/title] لم يستطع "شمعون رومح" - أحد كبار العسكريين الصهاينة- أن يخفي إعجابه بيحيى عياش حين قال : "إنه لمن دواعي الأسف أن أجد نفسي مضطراً للاعتراف بإعجابي و تقديري بهذا الرجل الذي يبرهن على قدرات و خبرات فائقة في تنفيذ المهام الموكّلة إليه ، و على روح مبادرة عالية و قدرة على البقاء و تجديد النشاط دون انقطاع". و لم يكن شمعون وحده هو المعجب بالرجل ، لكن وسائل الإعلام الصهيونية كلّها شاركته الإعجاب حتى لقبته : "الثعلب" و "الرجل ذو الألف وجه" و "العبقري" . و لهم الحق في احترامه و الخوف منه ، فحين نزف الدم الفلسطيني بغزارة على أرض الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن ، في الخامس عشر من رمضان المبارك 1414هـ ، غلت الدماء في قلوب المسلمين في كلّ مكان . لكن قلباً واحدًا قرَّر أن يغلي بطريقة أخرى و مميزة ، تلقّّن الحقد اليهودي درسًا لا يمكن نسيانه ، كان ذلك قلب المهندس "يحيى عيَّاش" الذي أسَّس مدرسة ما زال طلابها يتخرّجون فيها بتفوقّ على الرغم من غياب ناظرها . [title] نشأته و حياته [/title] ولد الشهيد يحيى عبد اللطيف عياش و نشأ في قرية رافات بين نابلس و قلقيلة لعائلة متديّنة محافظة ، و قد رزق الله الحاج عبد اللطيف ابنه البكر يحيى في الثاني و العشرين من مارس من عام 1966 .. و قد كان يحيى معروفاً بذكائه الحاد و حفظه الدقيق و بدأ بحفظ القرآن منذ السادسة من عمره و كان الصمت و الخجل و الهدوء ميزات خاصة في يحيى . و كأيّ فلسطيني ..كبر يحيى و كبر معه الألم الذي يعتري الأحرار ، كان يدرس في مدرسة القرية الابتدائية و يقف واجماً في وسط الطريق يحملق في جرافات المستوطنين التي تسوّي أراضي القرية و تلتهمها لتوسيع المستوطنة . و قد واصل دراسته الإعدادية و الثانوية و حصل في امتحان التوجيهي على معدل 92.8 % في القسم العلمي ليلتحق بجامعة بيرزيت في قسم الهندسة الكهربائية . و يعتبر أحد نشطاء الكتلة الإسلامية أثناء الدراسة ، و بعد تخرّجه حاول الحصول على تصريح خروج للسفر إلى الأردن لإتمام دراسته العليا و رفضت السلطات الصهيونية طلبه ، و قد عقّب على ذلك يعكوف بيرس رئيس المخابرات آنذاك بالقول : "لو كنا نعلم أن المهندس سيفعل ما فعل لأعطيناه تصريحاً بالإضافة إلى مليون دولار" !! . تخرّج من الجامعة عام 1991م بتفوّق و تزوّج من ابنة عمه بتاريخ 9 أيلول / سبتمبر ، 1992م و رزِق منها طفله الأول براء في 1 كانون الثاني (يناير) 1993م و كان حينها مطارداً ، و قبل استشهاده بيومين فقط رزِِق بابنه الثاني عبد اللطيف تيمّناً باسم والده ، غير أن العائلة أعادت يحيى إلى البيت حين أطلقت على الطفل عبد اللطيف اسم يحيى . [title] شيخ الحركة الإسلامية في رافات [/title] عمِل يحيى بجدٍ و نشاط ، و قام بكافة التكاليف و أعباء الدعوة الإسلامية سواء داخل الجامعة أو في مدينة رام الله أو قريته رافات ، و وظّف المهندس سيارة والده التي اشتراها في خدمة الحركة الإسلامية . حين دأب على السفر إلى رافات و قام بإرساء الأساسات و شكّل أنوية لمجموعات من الشباب المسلم الملتزم . و حينما انفتح الأفق على حركة المقاومة الإسلامية حماس كانت هذه المجموعات في طليعة السواعد الرامية خلال سنوات الانتفاضة المباركة الأولى ، و نظراً للدور الريادي الذي قام به و حكمته و أدبه و أخلاقه فقد اعتبرته الفصائل الفلسطينية (شيخ الحركة لإسلامية في رافات) ترجع إليه في كافة الأمور التي تتعلق بالفعاليات أو الإشكاليات خلال الأعوام (1988 - 1992) . [img=012012/re_1325716647.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=012012/re_1325716679.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=012012/re_1325716706.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.