13.07°القدس
12.74°رام الله
12.19°الخليل
18.44°غزة
13.07° القدس
رام الله12.74°
الخليل12.19°
غزة18.44°
الخميس 14 نوفمبر 2024
4.77جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.96يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.77
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو3.96
دولار أمريكي3.75

خبر: يوم غياب المسئولية في فلسطين؟!

عيد العمال في فلسطين يوم إجازة، يرتاح فيه العامل وتغلق فيه مؤسسات العمل الحكومية أبوابها لتوفر الراحة للعمال والموظفين. ولكن السؤال الذي يقفز إلى الواجهة بهذه المناسبة يقول : وهل عمال فلسطين وغزة على وجه التحديد يمارسون العمل يوما بيوم كغيرهم من عمال العالم ؟! تتحدث المصادر الرسمية أن عدد العمال في قطاع غزة يبلغ (٣٣٠٠٠٠) عامل، والعاطلون عن العمل منهم يبلغ (٢٠٠٠٠٠) ألف عامل، بنسبة تزيد عن النصف، وأقل نسبة في المصادر المعنية بالعمال تقدر البطالة بنسبة ٤٤٪ ، وهؤلاء يعيلون (٩٠٠٠٠٠) أسرة؟! في مجتمع غزة البالغ (١،٨مليون نسمة). إن من يتأمل هذه الأرقام المؤلمة لا بدّ أن يبحث في الأسباب التي صنعت هذه الآلام لسكان غزة، ويجدر أن يكون البحث موضوعيا ومحددا، وأظن أنه بإمكاني أن أحصر الأسباب في أربعة: الأول الحصار المشدد الذي تفرضه دولة العدوان على غزة، بمساعدة عربية، وفلسطينية أيضا، وهو حصار له أسباب سياسية، لذا فهو غير شرعي وغير قانوني، وغير إنساني. وقد فشل قادة العرب مجتمعين ومتفرقين من وضع حل لهذا الحصار، وكذا فشلت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وما زال الفشل والعجز هو المقعد الذي ترتاح فيه جميع هذه الأطراف؟! والسبب الثاني يكمن في الحروب المتكررة التي هاجمت فيها قوات العدو الصهيوني غزة، والتي أسفر عن تدمير مئات المصانع، ومؤسسات العمل التي تشغل العمال، ويكفي هنا أن نذكر القارئ بأن حرب الجرف الصامد الأخيرة في تموز ٢٠١٤م دمرت (٥٠٠) مؤسسة صناعية وتجارية، وقتلت ما يزيد عن (٢٠٠٠) مواطن جلهم من المدنيين، وأصابت بجراح مختلفة ما يزيد عن (١١٠٠٠) مواطن، جلهم من النساء والأطفال، ومن شأن هذه الهدم والقتل زيادة أعداد الأسر الفقيرة، وزيادة نسبة البطالة. والسبب الثالث يكمن في فشل حكومة ما يسمى بالتوافق من القيام بواجباتها، وتحمل مسئولياتها عن قطاع غزة بشكل عام، ونحو الموظفين والعمال بشكل خاص، فعلى سبيل المثال لا الحصر توقفت حكومة ما يسمى بالتوافق عن صرف رواتب (٤٠٠٠٠) موظف في الوظيفة العمومية، وأوقفت برنامج ( جدارة) لتشغيل العمال العاطلين عن العمل ، والذي قررته حكومة إسماعيل هنية لمساعدة وخدمة ( ١٠٠٠٠) عامل، بعد أن تم ّ تنفيذ المرحلة الأولى منه التي استفاد فيها (٤٠٠٠) عامل عاطل عن العمل. والسبب الرابع يكمن في إغلاق الأنفاق على الحدود المصرية، حيث توقف عن العمل بسبب هدمها (٣٠٠٠) عامل، ومثلهم تقريبا يعملون في التجارة بواردات الأنفاق، إضافة إلى إغلاق معبر رفح أمام المسافرين من ناحية، وأمام فرق التضامن مع غزة من ناحية أخرى ، ومن شأن السفر وفرق التضامن أن تحدث حراكا تجاريا واجتماعيا في غزة. ربما لا تكون هذه هي كل الأسباب المباشرة في هذا الوضع المأساوي الذي يعنيه العمال في قطاع غزة، فقد تكون هنا أسبابا أخرى، وهو أمر يمكن أن يكون جزءا من دراسات أوسع، ولكن ما أود قوله : إن يوم العمال في غزة لا يزيد عن يوم عطلة رسمية للجلوس في البيت، يتميز عن (٣٦٥) يوما من العطلة ل(٢٠٠٠) عامل بالاحتفال الإعلامي والخطابي بهذ اليوم، ولا شيء بعد هذا اليوم يتغير، وتعود الأمور إلى ما كانت عليه. إنه باختصار يوم فشل للسلطة وللحكومة، ويوم لغياب المسئولية عن المجتمع. ؟!