25.57°القدس
25.33°رام الله
24.42°الخليل
28.45°غزة
25.57° القدس
رام الله25.33°
الخليل24.42°
غزة28.45°
الجمعة 18 يوليو 2025
4.5جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.5
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.36

خبر: تفاصيل مرعبة لوفاة أم وجنينها بنابلس

منذ قضت الأم من قرية سالم شرق نابلس زكية نصر إثر "خطأ طبي" مع وليدها الذي انتظرته طويلاً كـ"سند" لأخواته الثلاث (أكبرهن بعمر 8 سنوات)، لا زال زوجها وجدي نصر يكابد وجع الروح، ليس فقط لأنه حرم من زوجته وطفل عاشه لأشهر كـ "حلم جميل"، بل وأيضاً لأن دموع طفلاته الثلاث، منذ موتهما بداية الشهر الجاري، باتت أكبر من قدرة قلبه على الاحتمال. ليست فقط الفجيعة ما جعلت من حياة الأب "نصر" وطفلاته الثلاث "غمامة سوداء"، ذلك أن مقترف "الخطأ الطبي" الذي أودى بحياة امرأته وطفله بمستشفى رفيديا في نابلس، لا زال طليقاً وعلى رأس عمله، رغم تأكيد "الطب الشرعي" أن المأساة التي حلّت بعائلته نجمت عن خطأ طبي كان يمكن تجنبه، ورغم أن مقترفي "الخطأ" حاولوا إخفاءه. قصة الموت الفاجعة التي يعيشها المواطن "نصر" منذ توفيت زوجته وطفله الحلم، بدأت حين أدخلت الزوجة (29 عاماً) مطلع أيار الجاري المستشفى كحالة مراجعة بعد أن تعدت الفترة الزمنية المحددة للانجاب، حيث تم إخضاعها لفحوصات طبية أكدت أن العمليات الحيوية في جسمها كانت طبيعية، ما اقتضى إعطاءها "الطلق الصناعي" لتسهيل عملية الولادة، لتدخل عند الثانية فجرا في حالة ولادة - حالة تعثرت على الطبيبة والقابلتين المرافقتين لها، ما استدعى دعوة طبيب مختص، لتنتهي الحالة، لاحقا، بوفاة الأم وجنينها. يكشف تقرير الطب الشرعي بخصوص قضية موت الأم زكية نصر وجنينها وشهادات الأطباء تفاصيل مروعة عما حصل في تلك الليلة حيث كانت عائلتهما تنتظر نهاية عملية ولادة بـ"السّلامة"، كما تكشف عن أخطاء وإهمال طبي تسبب في المأساة، حيث أدخلت الام عند الرابعة مساء إلى قسم ولادة بينما لم توجد أي علامات لولادة طبيعية -كما يشير التقرير الطبي، ثم بعد ذلك تم إجراء تحفيز للولادة بإعطائها "الطلق الصناعي" . واستمر الوضع على ذلك حتى االثانية فجراً، لتبدأ عملية الولادة بإشراف طبيبة وقابلتين، إلا أن الثلاث سرعان ما تعثرن بسبب وزن الجنيين وحجمه (4 كغم - طوله 52 سم) والوضع الذي كان عليه في رحم الأم، وهو ما تطلب عملية ولادة قيصرية استخدم خلالها الطبيب المختص الذي تم استدعاؤه "شفّاطا كهربائياً". غير أن "الشفّاط" عند تركيبه فشل في تحريك الجنين، ليواصل الطبيب عملية "الشّفط" بشكل قوي ومستمر لمدة لم تقل عن خمس دقائق، وبالضغط بقوة على الجانب الأيمن من بطن الأم، ما تسبب في نزول الطفل إلى حوض الولادة بالمقابل تسبب في انفجار ونزيف بالرحم كما كشف تقرير الطب الشرعي، إلا أن "الطبيب المختص" شرع، مرة أخرى، في سحب الجنين بواسطة "الشفاط". ما جعل الوليد في وضع صحي صعب استدعى نقله إلى "العناية المكثفة"، وما جعل الأم أيضاً، في وضع أسوأ فقدت معه (وفق شهادات من حضر عملية الولادة) قدرتها على الإبصار ثم، مفارقتها الحياة عند الرابعة فجراً، ليلحقها الوليد إلى الموت بعد ساعتين فقط. [title]طبيب التشخيص [/title] وقال طبيب التشخيص الذي حضر لإنقاذ الأم في إفادته لـ"النيابة العامة، "ان الفريق الطبي لم يذكر له سبب تردي حالة الأم الصحية بعد ولادتها، ما جعله يفترض أنها أصيبت بجلطة رؤية، وهو ما دفعه للقيام بإسعافها استناداً إلى "فرضية" أنها أصيبت بـ"جلطة رؤية"، فيما قال طبيب التشريح المختص في إفادته أن التشخيص الدقيق والكشف السريع أظهر وجود نزيف في الرحم، وهو وضع كان يمكن معه انقاذ حياة الأم بإجراء عملية سريعة لا تتعدى 35 دقيقة لوقف النزيف، بينما كان حجم الجنين يتطلب عملية قيصرية لاخراجه، بدلاً من عملية الولادة الطبيعية. وحسب تقرير الطب الشرعي، تم استخراج 3 لترات دم من داخل جوف الأم، بينما قالت عائلة الضحية إن الأطباء خرجوا من غرفة العمليات وأخبروا العائلة أن الأم توفيت جراء "جلطة رؤية"، وهو ما ينفيه تقرير الطب الشرعي الذي أشار إلى أن سبب الوفاة ناجم عن نزيف داخلي بسبب انفجار في الرحم، كما أن الوليد توفي جراء انفجار بالكبد وتهتك في جمجمة الرأس نجم عن عملية الضغط والشفط،. ليخلص تقرير الطب الشرعي بأن وفاة المولود نجمت عن سببين رئيسين : الصدمة النزفية التي تعرضت لها الأم جراء تمزق الرحم أثناء الولادة، ما أدى إلى نقص بالتروية للجنين عن طريق المشيمة وأيضاً، الصدمة النزفية التي تعرض لها الجنين جراء تمزق الكبد والنزيف تحت فروة الرأس. في الإطار، قال الطبيب المختص الذي أشرف على عملية التشريح في رده على سؤال وجه إليه من النيابة حول ما إذا كان الضغط ساهم في عملية التمزق أو إنفجار الرحم - قال "إن الضغط الخارجي ساهم بشكل كبير، إما باحداثه أو بزيادة حجمه"، فيما تقول عائلة الأم زكية نصر، استناداً إلى شهادات الطبيبة و القابلتين، إن رئيس قسم الولادة بالمستشفى و"الطبيب المختص" إياه طلبا منهن عدم التحدث عن قيام الأخير بالضغط على بطن الأم، بوعد أنهما سيساعدان في عدم توريطهن بالحادثة!. [title]موقف النيابة [/title] من جهته، قال رئيس نيابة نابلس مجدي شرعب إن "المؤشرات الأولية في التحقيق بخصوص موت الأم نصر وجنينها، تشير إلى وقوع إهمال وخطأ طبي، وأن النيابة العامة في انتظار استكمال التحقيقات لاتخاذ الاجراءات اللازمة". وأوضح أن النيابة العامة كانت تحفظت على جثتي الأم والجنين فور ورود إشارة بوفاتهما أثناء عملية الولادة، ثم تم نقلهما إلى التشريح، رغم أن العائلة رفضت ذلك في البداية، مضيفاً في الخصوص أيضاً، أن نتائج التشريح والمؤشرات الأولية من التحقيقات تشير إلى وقوع خطأ في المستشفى أثناء العملية، وأنه بعد استكمال التحقيقات التي أجريت وسماع اللجان المختصة، قد يتم توجيه "تهمة "القتل بغير قصد" لكل من شارك في عملية الولادة. إلى ذلك، قال طبيب شرعي، إن الخطأ الطبي الذي تسبب بموت الأم نصر ووليدها كان واضحاً وحجم التشويه في جسم الوليد كان "غير مسبوق"، مضيفاً بأن النيابة العامة "ستلاحق كل من تورط بالجزاء القانوني بعد الانتهاء من التحقيقات وتقديم اللجان الفنية تقريرها النهائي". إلى ذلك أيضاً، قالت عائلة الأم زكية نصر إن الطبيب المتسبب في وفاتها ووليدها "لا زال يمارس عمله، بينما اكتفت وزارة الصحة بايقاف الطبيبة والقابلتين عن العمل"، فيما تطالب العائلة القضاء الفلسطيني بمحاسبة كل من تسبب في وفاتهما. كما طالبت وزارة الصحة بالتعويض الكامل المادي والنفسي، كما ناشد عم العائلة رئيس السلطة محمود عباس "أن ينظر إلى يتيمات الأم زكية نصر الثلاث (ميار، ميرا ولمار) بعين الحنان، لا سيما أن العائلة تعيش ظروفا اقتصادية صعبة"، حيث يتقاضى الأب أجراً يوميا لا يتعدى 50 شيكلاً.