( إسرائيل لن تسلم بإطلاق النار من غزة. وحزب الله يمتلك (١٠٠٠٠٠) ألف صاروخ، وهو يعي رد اسرائيل تماما، لذا ما زال الردع يؤدي مفعوله) ، بهذه الكلمات القصيرة لخص عاموس جلعاد رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الصهيونية، رؤيته للوضع في جبهتي الجنوب والشمال. بينما تحدث مسئولون من بلديات غلاف غزة عن توقعاتهم بحرب جديدة هذا الصيف، على إثر تزايد التوتر في الجبهة الجنوبية، وفي تحريض قوي ومباشر الى الحرب بال مسئول في بلدية اسدود لا يمكن أن نبقى رهائن في يد المنظمات الفلسطينية، فصل الصيف بدأ وهناك تلاميذ وأنشطة تضم المئات؟! جلعاد يهدد بالردع ، ومسئولون آخرون يطالبون بحرب جديدة، والطائرات الصهيونية كثفت من غاراتها مؤخراً على مواقع فلسطينية في غزة، تحت قاعدة أن الحكومة في تل أبيب لا تقبل بإطلاق الصواريخ، حتى ولو كانت من طرف جماعة مناكفة لحماس، فحماس في نظرهم مسئولة عن كل ما يجري في قطاع غزة، وما ينطلق منها؟! فهل ثمة تخوف من اندلاع حرب جديدة في هذا الصيف، كما تحدث بعض المسئولين الصهاينة في المستوطنات الجنوبية، والذين تحدثوا قبل أيام عن أنفاق هجومية تخترق الحدود، وعن سماعهم لأصوات حفر تحت منازلهم في مستوطنة نيريم؟! للإجابة على هذا السؤال نقول: ما زالت حرب ٢٠١٤م بمخرجاتها ماثلة في المشهد اليومي، والفكري، والاستراتيجي، وفي اعتقادي مازال الطرفان الفلسطيني والصهيوني يؤيدان بقاء التهدئة، لأسباب تتعلق بهما من ناحية، وأسباب تتعلق بالبيئة الإقليمية والدولية من ناحية ثانية. قادة دولة الاحتلال يدركون رغبة سكان غزة والفصائل أيضا في المحافظة على التهدئة، وقادة الفصائل يدركون حاجة نيتنياهو الكبيرة لاستمرار التهدئة، والبيئة الإقليمية والدولية تشجع الطرفين على بقاء التهدئة وربما تطويرها وتثبيتها، وبناء عل هذه المعطيات يمكن فهم تصريحات عاموس جلعاد على أنه من باب تخويف غزة بالحرب، والضغط على حماس لضبط الفصائل، ومن ثمة تحقيق وقف إطلاق النار والتهدئة بلا ثمن. في غزة نقاش حيوي حول التهدئة، وحول الصواريخ التي يطلقها أفراد لسبب أو لآخر، وفي آليات العلاج، وتوحيد قرار المقاومة، وتحديد الوقت المناسب ، وتفادي سياسة الاستدراج التي تخدم العدو ولا تخدم المقاومة. هذا النقاش الفصائلي مسيج بنقاش مجتمعي غير رسمي، وجميع الأطراف المشاركة فئة تؤكد على تمسكها بخيار المقاومة، وفي الوقت نفسة تؤكد على التوافق الوطني مرجعية لقرار المقاومة وإطلاق الصواريخ، فالحرب هي الحرب٠ إن من يستسهل قرار الحرب في تذه البييئة لا يدرك استراتيجية العدو، وقد يقع في شركه ، خلافا لمقتضيات البيئة والعقل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.