قتل ثلاثون شخصا على الأقل خلال الـ24 ساعة الماضية بمدينة حمص وسط سوريا عقب مواجهات بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري، وذلك في وقت كثف فيه الجيش حصاره على مدينة البوكمال على الحدود العراقية. وأوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس أن المواجهات بحمص بدأت مساء السبت باستخدام العصي قبل أن يتم اللجوء إلى استخدام الأسلحة النارية مما أسفر عن مقتل ثلاثين على الأقل من دون تدخل قوات الأمن. وقال إن المواجهات انطلقت من حي حضارة ثم انتقلت إلى عدد من الأحياء، مشيرا إلى أن المواجهات اندلعت بعد مقتل ثلاثة من الموالين للنظام اختطفوا من قبل مجهولين في الأسبوع الماضي واستلمت جثثهم المشوهة من قبل ذويهم يوم السبت. وأشار إلى أن هذه المواجهات تشكل تحولا خطيرا في مسار الثورة السورية وتخدم مصالح أعداء الحراك الشعبي بتحويل مسار المواجهات إلى حرب أهلية. وأكد شاهد عيان للفرنسية أن الهدوء الحذر عاد إلى المنطقة مساء أمس الأحد بعد انتشار وحدات من الجيش في أحياء المدينة. حصار وكثف الجيش السوري حصاره لمدينة البوكمال على الحدود مع العراق حيث أفاد شهود عيان بأن طائرات مروحية قامت بعمليات إنزال في المنطقة بالإضافة إلى تقدم دبابات ووحدات خاصة من الجيش باتجاه المدينة. وقال سكان إن نحو مائة من أفراد مخابرات القوات الجوية وطواقم أربع عربات مدرعة على الأقل انضموا للمحتجين. وأظهرت صور بثت على مواقع الإنترنت ثلاث دبابات قالت مواقع المعارضة إن طواقمها انشقوا عن الجيش السوري في البوكمال، وخرج أهالي المدينة للاحتفال في الشوارع بانشقاقهم. وأوضح ممثل لجان التنسيق المحلية عمر إدلبي للجزيرة أن الهدوء بدأ بالعودة إلى المدينة عقب إجراء مفاوضات بين قيادات عسكرية وسياسية وبعض وجهاء البوكمال، ولم ترد أنباء عن نتائج هذه المفاوضات. اعتقالات ودخل الجيش مدينة الزبداني الجنوبية بعد مظاهرات حاشدة معارضة للنظام، وقام باعتقال خمسين شخصا حسب ما صرح به رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي للفرنسية. وشن الجيش حملة اعتقالات واسعة في قطنا (25 كلم جنوب دمشق)، واعتقل الكاتب علي العبد الله. وقال ابن الكاتب السوري علي العبد الله إن عشرة جنود دخلوا منزل والده صباح أمس في قطنا واعتقلوه، مضيفا أن والده خضع لجراحة في القلب قبل ثلاثة أسابيع. وكان العبد الله انتقد بشدة لجوء السلطات للعنف في قمع الاحتجاجات المندلعة بأنحاء سوريا منذ أربعة أشهر والمطالبة بالديمقراطية، فيما يرى بعض النشطاء أن اعتقاله جاء للضغط على ابنه المعارض المتخفي عمر العبد الله. وكان العبد الله (61 عاما) قد أطلق سراحه في مايو/أيار بعد أن أمضى أربعة أعوام في السجن عقب توقيعه على إعلان دمشق مع مجموعة من مثقفي المعارضة المطالبين بالديمقراطية، إضافة لانتقاده علاقة بلاده بإيران. مظاهرات في غضون ذلك استمرت المظاهرات المطالبة بسقوط النظام حيث عمت عشرات المدن والقرى خلال الساعات الماضية. وشهدت مدينة دير الزور مظاهرة حاشدة أمس، فيما أكد ناشطون أن قوات الأمن أطلقت النار على المتظاهرين وأصابت عشرة منهم بجروح. كما اندلعت مظاهرات احتجاجية في القابون وركن الدين والصالحية والحجر الأسود ودوما بالعاصمة دمشق وريفها، وشهدت شوارع حماة والسويداء بالجنوب مظاهرات مماثلة. واعتصم عدد من المحامين أمام مكتب المحامي العام في حلب، وخرجت مظاهرة ببلدة المارع شمال المدينة، كما خرجت مظاهرة في درعا وبلدات مجاورة منها طفس والطيبة. من ناحية أخرى نظمت مسيرات وفعاليات متنوعة في عدة محافظات سورية أمس بعنوان "مهرجان قسم الولاء للوطن" تأييدا للرئيس بشار الأسد، وشهدت ساحة الأمويين وسط العاصمة حفلا غنائيا في الذكرى السنوية لوصول الرئيس بشار الأسد إلى سدة الحكم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.