18 يوليو 2011 . الساعة 09:49 ص بتوقيت القدس
السيارات الطائرة ... مفهوم جال في خواطر الناس حول العالم لعقود خلت ولكن لا يبدو حقا بعيد المنال عن تحقيقه على أرض الواقع, فقد أعلن خبراء الطيران في المملكة المتحدة (بريطانيا) أن السيارة الطائرة يمكن أن تكون متداولة الاستخدام بشكل منتظم في غضون خمس سنوات بعد ان تمت الموافقة رسميا على النموذج من قبل السلطات الأمريكية. السيارة "تيرافوجيا" والبالغ سعرها مائتين وخمسين الف دولار هي طائرة ذات مقعدين ويبلغ قوة محركها مئة وخمسة عشر ميلا في الساعة، اي ما يعادل قطع مسافة خمسمائة ميل لكل خزان وقود ممتلئ، كما أن الأمر الذي يبعث بالتفاؤل على سرعة انتشار هذا النوع من السيارات هو انها لا تتطلب سوى عشرين ساعة من التدريب فقط ليصبح السائق قادرا قيادتها. بضغطة زر واحدة ستنفرد الاجنحة بشكل اتوماتيكي خلال خمسة عشر ثانية و إعادة توجيه قوة الدفع إلى العجلات الخلفية. عندئذ يمكن أن تصل السرعة القصوى لنقطة انطلاق الدفع الى خمسة وستين ميلا في الساعة, وعند ركنها في المراب فإنها سوف تتلاءم بشكل مريح حتى ولو كان حجمه متوسطا. و قال كارل ديتريتش مخترع "تيرافوجيا" "انها مثل السيارة الصغيرة" وأشار ايضا انها كلعبة أطفال تحولت إلى فيلم رائج. تستهدف المبيعات في المقام الأول المشترين في الولايات المتحدة حيث هناك الكثير من مهابط الطائرات و ما يقارب ستمئة مهبط محلي, يذكر أن مالك شركة بوينج سبعمائة وسبعة من أشد المعجبين بهذا الاختراع. من جهة أخرى فقد أعلن أكثر من عشرين بريطانيا اهتمامهم بهذا النوع من السيارات, وقال السير ريتشارد برانسون الذي سجل رقما قياسيا عالميا لرحلة عبر قناة في سيارة برمائية "يا لها من فكرة عظيمة, أود أن أسمع أكثر و بالتأكيد سأذهب لا شاهدها بنفسي". الادارة الوطنية للسلامة على الطريق في أميركا مهدت الطريق للسيارة الطائرة بعد الاعلان مؤخرا عن الاستثناء للسماح لها بالسير على الطرق الأمريكية. وأكدت هيئة الطيران المدني أن مثل هذا الدعم يعني أنه سيكون من السهل نسبيا أن يمنح الاختراع الإجازة من قبل الوكالة الأوروبية للسلامة ومقرها في كولونيا, وقال المتحدث جوناثان نيكلسون "معايير الأمان متشابهة جدا بين الولايات المتحدة و اوروبا". هذا المشروع الذي بدأ في عام الفين وسته قد حكم عليه بالفشل في الصيف الماضي بعد طلبت بعض التغييرات في التصميم بتكلفة اثني عشر مليون جنيه استرليني, وشملت هذه التحديثات نظام للتحكم بالثبات وتركيب إطارات يمكن استخدامها على الطرق العامة وكذلك مهابط الطيران في آن واحد. ولكن تم انقاذ المشروع عندما قدم الجيش الامريكي عقدا بقيمة اربعون مليون يورو لتطوير سيارة "همفي الطائرة". هناك نموذجين تم الانتهاء منهما تقريبا، ويتوقع وجود بعض التغييرات اللازمة قبل التوافق على النموذج النهائي لنقله الى خط الانتاج في العام المقبل. احد الزبائن الذين دفعوا بالفعل مئة الف دولار هي شير جروبستن وهي مهندس برمجيات من ماساتشوستس, قلقها الوحيد هو أن التكلفة ارتفعت من مائة وسبعين الف دولار الى مئتين وخمسين الف دولار. وإضافة "اعتقد انها الفكرة الأروع في هذا الكون", و أضافت "مع القدرة على التحرك يمكنني أن أطير الى اي مكان اريد, و إذا كان الطقس ليس جيدا بما فيه الكفاية للطيران في طريق العودة يمكنني قيادة السيارة الى المنزل بدون طيران, أو حينما اصل الى مهبط للطائرات يمكنني استكشاف المطاعم القريبة دون استئجار سيارة ".