23.34°القدس
23.1°رام الله
22.19°الخليل
27.48°غزة
23.34° القدس
رام الله23.1°
الخليل22.19°
غزة27.48°
الأحد 20 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.74دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.36دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.74
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.36

خبر: المبعدون عن الأقصى.. ألم يتضاعف في رمضان

في الإبعاد القسري عن المسجد الأقصى قساوة على قلوب محبيه، فكيف إذا كان إبعادًا في شهر رمضان حين تشتاق الروح زيادة للمكوث بين أسوار ذاك المكان المبارك. لكن ذلك لم يزد المبعدين إلا تمسكا بقدسهم وأقصاهم، إذ يواصلون رباطهم ا­ليومي الباكر عند أقرب نقطة من الأقصى يستطيعون الوصول إليها رغم حرارة الشمس ومشقة الصيا­م، وذلك بعد أن منعهم الاحتلال الدخول إلى الأقصى بحجج واهية مثل: إثارة الشغب، وعرقلة اقتحامات المستوطنين. الحاج خير شيمي (59 عاماً) من قرية المكر ­الجليلة يعد واحدة من أبرز من ذاقوا مرارة الإبعاد عن الأقصى، فقد تم اعتقاله سبع مرات غير أن ذلك لم يمنعه من أداء واجبه تجاهه؛ فهو يقطع كل يوم مسافة 200كم ليرابط عند أقرب نقطة إلى الأقصى. وعلى الرغم من قرارات الإبعاد والاعتقال التي كان آخرها بتاريخ (16/6) التي كانت تمنعه من دخول الأقصى لفترات تتراوح بين أسبوعين وثلاثة أشهر، أراد الاحتلال أن يزيد من عقابه على خير الدين حتى منعه حديثا من دخول البلدة القديمة لمدة شهر كامل. يقول الحاج شيمي إنه منذ أن حرمه الاحتلال من ­الدخول إلى البلدة القديمة بات يقضي وقته منذ ا­لصباح وحتى صلاة الظهر قرب مدخل باب العمود، مؤكداً أن تواجده ورباطه يهدف لإيصال ­رسالة إصرار وثبات على حقه في الصلاة والعبادة في المسجد الأقصى رغم ظلم الاحتلال. وبيّن أنه من خلال رباطه يسعى لشحذ همم الفلسطينيين لشد الرحال والمشاركة في حلقات ا­لعلم لئلا يبقى الأقصى مستباحا من قوات الاحتلال والمستوطنين، متمنياً على الله أن يعجّل فرجه ويكون له بصمة في تحرير المسجد­ الأقصى. [title]استغلال الوقت[/title] وإلى جانب خير الدين يقضي الشاب المقدسي نظام أبو رموز (33عاما) معظم وقته في شهر رمضان خارج باب السلسة بعد أن منعه الاحتلال هو الآخر قبل نحو شهر من دخول الأقصى مدة ثلاثة أشهر، ويستثمر أبو رموز وقته في العبادة والصلاة وقراءة القرآن، كما أنه يؤدي صلاة التراويح بشكل يومي خارج باب الأسباط ويستمع إلى الامام عبر السماعات الخارجية. ويلفت أبو رموز إلى أن الاحتلال أبعده عن المسجد ا­لأقصى مرتين خلال العام الحالي ولم يثنه ذ­لك عن مواصلة الرباط خارج أبواب الأقصى، لكنه يقول إنه ما زال يذكر ذاك الموقف الصعب الذي مر به يوم أن اصطحب ابنته (8 سنوات) إلى المسجد الأقصى، ليفارقها عند أبوابه فما كان من ابنته إلا أن سألته عن سبب ذلك ليجيبها أنه مبعد عن المسجد الأقصى. [title]سماح.. محرومة أيضا [/title] الأمر لم يقتصر على الرجال، فالمقدسية سماح الغزاوي (26 عام) من بلدة الثوري، فقد زادها قرار الاحتلال بالإبعاد ألما في أيام الشهر الفضيل. "هذا ثالث اعتقال لي في المسجد الأقصى وكنت أُبعدت عنه أسبوعين فيما مضى"، تقول الغزاوي بينما كانت تجلس مع صديقات لها ومبعدات عن المسجد الأقصى عند باب السلسلة، يقضين وقتهن بالتسبيح وقراءة القرآن والصلاة. تتابع: "أما الأن فقد أبعدتني قوات الاحتلال للمرة الثانية عن المسجد الأقصى دون سبب، مثلي كباقي المرابطات ممن تعلقت قلوبهن بهذا المكان المبارك، ويتعرضن للاعتقال والإبعاد دون أي داع سوى كونهن يتواجدن على الدوام في المسجد الأقصى، فما يطمح الاحتلال لفعله هو حرق قلوبنا على ما نحب لعلمه بمدى تمسكنا به". وإبعاد سماح في رمضان على وجه الخصوص فيه حرمان كبير، "فقد كنت أقبل على مصاطب العلم والصلاة والذكر من ساعات الصباح الأولى وحتى صلاة الظهر، عدا عن الالتزام اليومي بصلاة التراويح". أما الآن فأمتار قليلة تفصل بيني وبين الأقصى دون لقاء ممكن"، وتضيف:" الصحبة الصالحة من المرابطات والمبعدات معي تهون علي ألم الإبعاد إلا أن في القلب غصة لم تزل". ووسط اختناق في صوتها وتبلل نقابها بالدموع ، وجّهت سماح نداءً تستصرخ فيه القادمين من القدس وحولها أن اعمروا المسجد الأقصى بالتواجد فيه على الأقل. كما دعت إلى استغلال الشهر الفضيل حيث رفع الحظر عن دخول فلسطينيو الضفة الغربية إلى القدس الدخول إلى مدينة القدس في شهر رمضان يسير جدًا. فالحواجز العسكرية مفتوحة أمام الكثيرين، والمواصلات العامة متوفرة، ولا مانع من المجيء والانتصار للمسجد الأقصى، كما أننا نُبعد كل حين وآخر، فأطلب ممن يستطيع أن يحل مكاننا نحن المبعدات ألا يتردد، عدا عن الفضل الكبير للتعبد والصلاة في رمضان في الأقصى". تعد سماح ما بقي لها من أيام الإبعاد كمن يشتاق ضوء النهار، فلا يشعر ألم الإبعاد عن بيته إلا من ذاق منه جرعة، ومع ثبات المصلين في المسجد الأقصى تأمل المبعدات أن يتم لفظ الاحتلال ومظاهره نهائيا، من المسجد الأقصى ومحيطه وأسفله.