منذ 500عام ويزبد لم ينضب عطاؤها، ولم يجف ينبوعها الذي تمتد إليه الأيدي الفارغة والأمعاء الخاوية تطلب حاجتها، إنها تكية "خاصكي سلطان" الواقعة في عقبة التكية منتصف طريق الواد الملاصق للمسجد الاقصى، في مدينة القدي المحتلة.
بدأت قصة التكية بطلب من "روكسيلانه"، زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، بإقامة مكان تحمل اسمها لتوزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين في مدينة القدس ،واطلق على المكان اسم "تكية خاصكي سلطان" وتعني تكية زوجة السلطان ،ومنذ انشائها حتى يومنا هذا لم تقف التكية عن خدمة فقراء المدينة والوافدين اليها.
خدمات تكية خاصكي سلطان
وأفاد المشرف العام على التكية عبدالله عجاج لوكالة "فلسطين الآن" أن عشرات المقدسيين يتوافدون بشكل يومي الى التكية ليأخذوا حصتهم من الطعام الذي يتم تقديمه ويشرف عليه طباخون وموظفو دائرة الاوقاف الاسلامية .
ويضيف عجاج أن ما يقارب مئتي عائلة مقدسية تستفيد من التكية في الأيام العادية وأما في شهر رمضان المبارك فيتضاعف عدد المستفيدين من الطعام وذلك نظرا لقدوم اهالي الضفة الغربية ومن هم خارج البلدة القديمة لاخذ الطعام ،لافتا إلى أن عدد من مستشفيات القدس والجمعيات الخيرية على تواصل مستمر لتقديم الطعام للمرضى في المستشفيات والمتوافدين لهذه الجمعيات .
وبين أن جمعية الهلال الاحمر الإماراتي قدمت وما زالت الدعم الوفير لتكية "خاصكي سلطان" حيث بدأ الدعم الإماراتي منذ 5 سنوات بالتعاون مع دائرة الاوقاف الاسلامية حيث ساعد هذا الدعم بالحفاظ على نشاط التكية بل وزاده عن السابق بحسب المشرف العام عبدالله عجاج.
العمل على تعزيز صمود المقدسيين
وفي كل يوم وفي تمام الساعة الثانية عشر ظهراً، يبدأ المقدسيون بالاصطفاف على أبواب التكية لاستلام حصتهم من وجبات الطعام التي تعدها، إلى جانب آخرين جاؤوا لزيارة المدينة .
إحدى المستفيدات قالت لوكالة "فلسطين الآن" إنها تأتي بشكل يومي لأخذ حصتها من الطعام من التكية منذ عدة سنوات، فهي تعيل أسرة يبلغ عدد أفرادها عشرة أشخاص، جلهم من الأطفال، وبالكاد يكفي راتب زوجها لسداد الضرائب والمخالفات المفروضة عليهم من بلدية الاحتلال.
وأضافت: "تعد هذه التكية مقصداً للفقراء والمحتاجين ومتوسطي الدخل في مدينة القدس، "نعيش هنا وسط إجراءات إسرائيلية معقدة تهدف لترحيلنا وطردنا من المدينة، كل من يدعم هذه التكية يدعم صمودنا وبقاءنا في منازلنا".
توزيع طعام التكية تاريخيا
بين مدير عام دائرة الأوقاف الاسلامية الشيخ عزام الخطيب أن التكية قديماً كانت توزع وجباتها على طلبة العلم، وعلى العائلات التي تخدم المسجد الأقصى المبارك، وعلى زوار المدينة والفقراء والمحتاجين، وكانت نفقاتها تغطى من الأوقاف التي توهبها زوجة السلطان سليمان .
وبين الخطيب أن وجبات الطعام التي تقدمها التكية تتضاعف في شهر رمضان المبارك، حيث يبلغ عدد الوجبات التي تقدمها نحو الألف وجبه ويزيد



