كشف النقاب عن لقاء عقد في منتجع "انطاليا" التركي مطلع تموز الجاري جمع صحفيين فلسطينيين وصهاينة، بحجة اعادة قراءة وتقييم المبادرة العربية للسلام التي اقرتها القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002، التي قال عنها رئيس وزراء العدو في حينه "ارائيل شارون" إنها لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت فيه. وأدانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين "اللقاء التطبيعي" الذي جرى تنظيمه بدعوة من مؤسسة تسعى لتقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والصهاينة بتمويل من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة انه ليس لها أية علاقة بهذا النشاط أو أية أنشطة مماثلة، وأن الصحفيين الذين شاركوا في اللقاء ليسوا أعضاء في النقابة. واوضحت النقابة إن تصرف أعضاء في المجموعة الفلسطينية المشاركة في انطاليا يخرج عن قواعد سلوك مهنة الصحافة، مشددة في الوقت ذاته على أن العلاقة التي تربط نقابة الصحفيين الفلسطينيين بنقابات الصحفيين الأتراك هي علاقة إستراتيجية يسعى الجانبان دوما إلى تطويرها وتعزيزها، وإن حادثة أنطاليا لا تعكر صفو هذه العلاقات. [color=red][title]مشاركون منحطون[/title][/color] ومن الامور التي تدل على مدى انحطاط الصحفيين المشاركين ما ذكره تقرير للصحفي الصهيوني "نير كوهين" في موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت احرانوت"، بعنوان "دوما أردت صديقا فلسطينينا"، فقد ذكر أن عراكا بالأيدي وقع في ملهى ليلي في انطاليا بين أفراد من مجموعة الصحفيين الصهاينة والفلسطينيين من جهة وحراس الملهى الليلي الأتراك من الجهة الأخرى، بسبب أن مدير الملهى رفع من قيمة فاتورة الصحفيين الصهاينة.. حينها تدخل صحفيون فلسطينيون للتوسط لديه لتخفيض السعر اسوة بهم، فاكتشفوا أن أحد أقارب صاحب الملهى من الدرجة الاولى سقط شهيدا في حادثة العدوان الصهيوني على سفينة "مرمرة" التركية في أسطول الحرية (1 ) قبل أكثر من عام، وبسبب ذلك كانت فاتورتهم باهظة.. حينها طلب منه الصحفيون الفلسطينيون ان لا يحشر السياسة في كل شيء، فانتفض عليهم ووقع عراك، لم ينته الا بتدخل رجال الامن الذين اخرجوا الصحفيين الفلسطينيين والصهاينة من المقهى. [color=red][title]تنازلوا عن الكرامة[/title][/color] الزميل الصحفي نزار الغول قال في مقال ساخر له حول مجريات اللقاء وما وقع به من احداث مؤسفة "في كل مرة نطالع فيها قصة رحلة تطبيعية شبيهة بهذه، نُفاجأُ بالمصائب تلو المصائب، لا سيما من قبل بعض الصحافيين الفلسطينيين الذين يرفض بيت الصحافة الحكومي الصهيوني "بيت أغارون" منحهم تصاريح تمكنهم من العمل بحرية حتى في أحياء مهمشة من القدس الشرقية". وأضاف "ما جناه "زملاؤنا " الصحافيون المطبعون مقابل هذا التنازل عن الكرامة والدم والهيبة والحق .. إقامة في فندق خمس نجوم ورحلة بالطائرة ذهابا وإيابا ... ويضاف لهذا الانجاز العظيم: السباحة برفقة زميلات إسرائيليات". ودعا الغول نقابة الصحافيين الفلسطينيين إلى عدم الاكتفاء بهذا الرد وقطع دابر من يعمل ليل نهار على تشويه صورتنا مقابل مكاسب سياحية لا تتعدى مدتها الزمنية عن أسبوع أو أسبوعين. وختم بقوله "أرى أنه بات على الأتراك أن يشترطوا وقبل استئناف التطبيع.. إضافة إلى تقديم –إسرائيل- اعتذاراً عن جريمة مرمرة .. عليهم أن يطالبوا كذلك باعتذار حلفاء –إسرائيل- في الجانب الفلسطيني".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.