انتظرنا استحقاق سبتمبر 2011 كما سمته السلطة الفلسطينية العتيدة لفترة عام تقريبًا ثمّ خرجنا من (سبتمبر) بخفي حنين. ونحن منذ أشهر خلت وبعيد توقيع المصالحة بالضبط والسلطة تنتظر الرباعية في 26/1/2012م، وكأن قرارًا كبيرًا سيقرر في اجتماع الرباعية يُركّع (إسرائيل) على قدميها أو ركبتيها، فيقف الاستيطان، وترسم حدود الدولة، وتتوافق معها على المرجعيات. القرار القادم كبير، وكبير جدًا، وما تبقى من الزمن أيام معدودات دون أصابع اليد الواحدة، والانتظار لن يضيرنا؟!. انتظرنا عشرين سنة، ولن يضيرنا أن ننتظر أيامًا، والقرار الكبير في جيب الرباعية، حتى وإن نَعَتْ الجهات الرسمية المفاوضات (الاستكشافية) في عمان إلى الأمم (الفلسطينية، والعربية، والإسلامية، والأوروبية)؟! الرباعية قادمة وفي جيبها (جوز ولوز)، والاتحاد الأوروبي، استبق مجيئها فأعرب عن قلقه من مواصلة (إسرائيل) للاستيطان. واستبقها أيضًا قرار الأمم المتحدة حول حالة حقوق الإنسان في القدس والضفة وغزة، فغزة بحسب التقرير الأممي تحت طائلة العقوبات الجماعية، والاستيطان في القدس يهدد حل الدولتين؟! لذا فنحن لا نبالغ حين نقول إن في جيب الرباعية (جوز ولوز) وقرارات كبيرة يجدر بنا انتظارها، حتى ولو (تسكعت) المصالحة في شوارع رمادية. الانتظار واجب وطني؟!. الرباعية قادمة، ورئيس السلطة محمود عباس خارج. الشعب في الأراضي المحتلة صامد وصابر، والرئيس قرّر بحسب مصدر مقرب وبحسب صحيفة الخليج الإماراتية مغادرة رام الله، ربما إلى (موسكو) أو غيرها من العواصم لإدارة السلطة من الخارج خوفًا من تكرار سيناريو الرئيس الراحل ياسر عرفات. رئيس السلطة بات مقتنعًا بعبثية المفاوضات بحسب الصحيفة، ويخشى سيناريو استحقاق سبتمبر في لقاء الرباعية المنتظر، بعد فشل اللقاءات (الاستكشافية) بحسب اسم الدلع الذي بتنا نطلقه على المفاوضات. في جيب الرئيس عباس قرارات كبيرة سيطلقها في الفضاء بعد أن نفتش في جيب الرباعية، فإما أن يظفر (بجوز و لوز) انتظرناه طويلاً؟! وإما أن يعود لشعبه (بخفي حنين)؟! وفي الحالة الثانية فهو ملزم في ضوء تجربته المريرة، وبعد ابتزازه ببطاقة VIP واستبدالها بتصريح مؤقت لشهرين، باتجاه قرارات كبيرة: (إدارة السلطة من الخارج، أو حل السلطة أو الخروج من الساحة السياسية، أو التعجيل في المصالحة، مع إدارة السلطة من الخارج). يجدر الانتظار قليلاً؟!. اللون الرمادي يُحيّر الخبراء، والمنطقة الرمادية تغيب فيها القرارات الواضحة، والرباعية الدولية لم تفارق الساحة الرمادية منذ أن تأسست، ولا أحسب أن في جيبها لا جوز ولا لوز، بل ورقة انتظار ومماطلة، لذا نحن ننتظر القرار الكبير، وأحسب أن شعبنا تعود أن ينتظر حتى ملّ الانتظار؟!.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.