30.57°القدس
30.33°رام الله
29.42°الخليل
32.72°غزة
30.57° القدس
رام الله30.33°
الخليل29.42°
غزة32.72°
الأربعاء 16 يوليو 2025
4.51جنيه إسترليني
4.75دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.91يورو
3.37دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.51
دينار أردني4.75
جنيه مصري0.07
يورو3.91
دولار أمريكي3.37

خبر: "التفتيش العاري".. إجراء استفزازي يهين الأسرى وذويهم

يعد التفتيش العاري أحد الأساليب والإجراءات التي يتبعها الاحتلال الإسرائيلي بشكل مستمر بحق عائلات الأسرى في سجونه، أثناء أوقات ومواعيد الزيارة.

العديد من عائلات أولئك الأسرى يتم إخضاعهم وإلزامهم لهذا الإجراء المذل أثناء دخولهم عبر بوابات المعتقلات الإسرائيلية لزيارة أبنائهم.

طريقة تفتيشهم تسبب لهم إهانة وتنتقص من كرامتهم عند كل مرة يتوجهون فيها لزيارة أسراهم، كما يؤكدون.

إحدى زوجات الأسرى من جنوب الضفة الغربية تروي قصتها خل زيارتها لزوجها في سجون "إيشل" في بئر السبع خلال آب 2015.

تقول إن اهالي الأسرى الذين أتوا عبر حافلات الصليب الأحمر وعددهم ما يقرب من 25 عائلة، لم يتمكنوا في ذلك اليوم من زيارة أبنائهم الأسرى رغم وصولهم لبوابات السجن، وذلك بسبب رفض الأسرى للطريقة التي يتم فيها تفتيش ذويهم، لا سيما النساء منهم.

الزوجة تعرضت لتفتيش مهين تجاوز كل الحدود، إذ تعمد الجنود والعاملون في السجن على تفتيش كافة أهالي الأسرى رجالا ونساء وصغارا وكبارا بطريقة تجبرهم على خلع ملابسهم بالكامل بحجة إجراءات أمنية.

في المرة الأخيرة للتفتيش داخل غرفة خاصة للنساء، تعمدت مجندتان إسرائيليتان على إجبارها على خلع ملابسها داخل تلك الغرفة، بل تعدى الأمر إلى تفتيش الملابس الداخلية التي ترتديها، وهو ما اعتبرته تجاوزا وتصرفا لا يمكن القبول به إطلاقا.

رفض الأسرى

هذه الإجراءات تثير حفيظة الأسرى الفلسطينيين وتدفعهم لرفض كل تلك الممارسات ويرون أنها غير أخلاقية، ومساسا بكرامة أمهاتهم وزوجاتهم وشقيقاتهم، فتوعدوا بتنفيذ خطوات احتجاجية ضد إدارة السجون الإسرائيلية.

ورغم حاجة الأسرى وذويهم لتلك الزيارات بما تفسحه من مجال زمني قصير جدا يلتقي به الأسير مع ذويه منفصلين عبر حائط زجاجي، لا يسمعون بعضهم إلا عبر سماعات هاتف، إلا أن إجراءات التفتيش العاري المتواصلة دفعت العديد من الأسرى لرفض زيارة ذويهم لهم تجنبا لما يحدث لهم من إهانات أثناء مرورهم بالتفتيش.

كذلك الحال أيضا بالنسبة لبعض العائلات الذين ضاق الأمر بهم ذرعا ودفعهم للامتناع عن زيارة أبنائهم، كي لا يخضعوا للتفتيش المهين حسب قولهم.

قصة مؤلمة

والدة الأسير يوسف توفيق مسعود من قطاع غزة المحكوم بالسجن لعشرين عاما، أعلنت مؤخرا امتناعها عن الذهاب لزيارة ابنها المعتقل في سجن "نفحة" الصحراوي، بسبب ما تعرضت له من تفتيش عاري أثناء زيارتها الأخيرة له رغم بلوغها سن الستين.

عائلة مسعود عبرت عن غضبها من تلك الأجراءات المستفزة، متسائلة في الوقت ذاته عن الدافع الذي يجعل إدارة السجون الإسرائيلية لتنفيذ التفتيش بتلك الطرق والوسائل.

ورغم التشديدات والتحذيرات التي يتلقونها من الصليب الأحمر أثناء الزيارة بعدم اصطحاب ما قد يؤدي لفرض تفتيشات قاسية عليهم من أدوات أو مقتنيات شخصية، إلا أن الاحتلال يصر على إجراء التفتيش العاري بحقهم رغم أنهم لا يحملون أي أغراض ممنوعة أو تثير قلقا لدى الحرس والجنود.

تتابع "نتعرض في كل زيارة للتفتيش الجسدي وعبر كاميرات خاصة مثبتة داخل الغرف المعدة لتفتيش عائلات الأسرى، ويتم تعريتنا من ملابسنا في كل مرة نتوجه خلالها للزيارة، وهو ما حدث مع الأم الستينية في العمر التي تعرضت لتعرية كاملة من ملابسها في إحدى غرف التفتيش داخل السجن".

تجاوز أخلاقي

مدير مركز "أحرار" للأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش أكد أن ما تنتهجه إدارة السجون الإسرائيلية بحق عائلات الأسرى أثناء الزيارة يعد سياسة واضحة ومتبعة بشكل متواصل في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وعبر عن رفضه لتلك السياسة بوصفها أنها تجاوز أخلاقي وإجراء أستفزازي غير مبرر.

وأضاف الخفش أن تلك السياسة لا يمكن تصنيفها إلا في خانة الإجراءات التي يستهدف من خلالها الاحتلال الأسرى وعائلاتهم لاستفزازهم أكثر وأكثر، وهذا أمر خطير ينبغي التصدي له، مطالبا إدراة سجون الاحتلال بالكف عن تلك الممارسات التي تتسبب بمزيد من الإهانات للأسرى وعائلاتهم.

وحمّل الخفش الاحتلال وإدراة السجون مسؤولية أي تصعيد أو احتجاج قد ينفذه الأسرى الفلسطينيين مستقبلا ضد إدراة السجون الإسرائيلية بسبب التفتيش العاري وما يتسبب به من أذى للأسير وذويه.