في ظل الأوضاع الراهنة الصعبة التي يعاني منها سكان قطاع غزة المحاصر منذ عدة سنوات، وفي ظل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات على قطاع غزة، إضافة إلى أزمة انقطاع الرواتب التي تؤرق شريحة كبيرة من موظفي قطاع غزة، يأتي عيد الأضحى بعد أيام ، لكن هذا العيد وبحسب العديد من المواطنين هو الأصعب اقتصادياً على المواطنين والتجار أصحاب مزارع بيع المواشي.
في ظل هذه الأوضاع الصعبة والإقبال الضعيف من قبل المواطنين على شراء الأضاحي لهذا العام، قام بعض تجار المواشي ببيع المواطنين من زبائنهم المعروفين الأضاحي لهذا العام بالتقسيط ، لمعالجة الركود الموجود في سوق بيع الأضاحي في هذه الأيام.
إقبال ضعيف
صاحب مزرعة تربية المواشي أبو محمد زعرب، أكد أن الإقبال على شراء الأضاحي لهذا العام هو الأضعف منذ سنوات عديدة ، وعزى زعرب ذلك إلى سوء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة؛ بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ ثماني سنوات، ومع استمرار أزمة رواتب موظفي الحكومة السابقة، الذي لا يتقاضون رواتبهم كاملة ، وعلى فترات متباعدة.
وأشار زعرب أن العديد من تجار المواشي قاموا بتقسيط الأضحية على زبائنهم المعروفين ، لانعاش سوق بيع الأضاحي وحتى لا تتكدس الأضاحي لدى التجار دون بيع ، هذه الخطوة بحسب التاجر ستنشط السوق قليلاً، حتى يستطيع المواطن والموظف,ن من ذوي الدخل المحدود إسعاد أطفالهم بالأضحية، وكي ينفذوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم بذبح الأضحية في العيد.
ونوه زعرب أن تجار المواشي يبيعون الأضاحي بنفس السعر، سواء بالدفع الفوري أو بالتقسيط، قائلاً :" بدأت هذه الظاهرة بالانتشار منذ ابتداء الحصار على قطاع غزة، وستستمر حتى تنجلي أزمة قطاع غزة".
رأي الشرع
دار الفتوى بمدينة خان يونس أكدت لـ " فلسطين الآن " جواز شراء الأضحية بالتقسيط لكن بشرط أن يكون الاتفاق بين البائع والمشتري مباشرة ودون وسيط، حتى تجوز أضحية المضحي، ولا يشوب الأضحية أي نقص .
أما الموظف في حكومة غزة السابقة أبو عماد، فقام هو وشركاؤه هذا العام والعام الفائت على خلاف الأعوام السابقة، بشراء الأضحية بالتقسيط من صاحب المزرعة على أن يدفع جزء من تكلفة الأضحية وبعد العيد يتم تسديد المبلغ المتبقي على أربع مراحل.
ويؤكد أبو عماد لـ " فلسطين الآن" أنه من اعتاد ذبح الأضحية لن يستطيع ترك هذه السنة ولو لم يجد أن يسدد ثمن الأضحية كاملاً من أول دفعة، موضحاً أن العيد هو بهجة للأطفال كي يفرحوا قليلاً في حياتهم بعدما عانوا الأمرين من احتلال وحصار ظالم.
وتقدر التقارير الحكومية أن الفلسطينيين في قطاع غزة يذبحون من 10 إلى 12 ألف رأس عجل خلال عيد الأضحى، إضافة إلى أربعين ألف رأس من الماعز والخراف.
وتتراوح أسعار كيلو لحم العجل قبل ذبحه ما بين (19- 25 شيكل) في حين يبلغ ثمن كيلو لحم الخروف قبل ذبحة (5.5 – 6.5 دينار أردني)، في حين أن ثمن كيلو لحم خروف "العساف" قبل ذبحة يصل إلى سبعة دنانير أردني في بعض الأحيان.
ويحل عيد الأضحى المبارك على المسلمين هذا العام في الرابع والعشرين من شهر سبتمبر ، في ظل أحداث متسارعة وصعبة، تشهدها الأراضي المحتلة الفلسطينية .