20.23°القدس
19.61°رام الله
18.86°الخليل
21.54°غزة
20.23° القدس
رام الله19.61°
الخليل18.86°
غزة21.54°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

تقرير: تعرف على التكتيك الإعلامي لجيش الاحتلال في الحروب

افيخاي-ادرعي
افيخاي-ادرعي
ترجمة خاصة

نشرت القناة العبرية الثانية مقالا لـ" جوناثان غونين" يشرح فيه تكتيك جيش الاحتلال الإعلامي وإدارته للخطاب الموجه في حالة الحروب وخاصة العربية، لإقناع الجمهور في استخدام القوة والحفاظ على "مشروعية" العدوان الإسرائيلي.

حيث يتناول المقال كيفية عرض الناطقين الإعلاميين للرواية الإسرائيلية ومحاولة لإقناع الجمهور العربي بها، في الوقت الذي تحاول فيه القناة المستضيفة، مثال قناة "الجزيرة والعربية" نشر فظائع جيش الاحتلال في قتل الفلسطينيين الأبرياء، وعن استخدام أنواع محظورة من الوسائل القتالية وعن خرق الهدوء الامني.

ويقول "غونين" في مقاله، إن محاولات التبرير والتمرير للرواية الإسرائيلية في الحروب لا تتم فقط على القنوات العربية، بل على القنوات العالمية أيضا.

ويستند المقال وفق الكاتب على دراسة اشتملت عشرات المقابلات التي تم إجراؤها مع الناطقين باسم جيش الاحتلال وتحليلها، حيث كانت تلك المقابلات مع قنوات عربية ناطقة بالعربية أو الإنجليزية.

وتعطي هذه الدراسة معلومات عن أسلوب الدعاية وصدق من تجري معهم المقابلات كما ويلقي الضوء من زاوية مختلفة عن المعتاد على الصراع الاسرائيلي – العربي وتصرفات وسائل الإعلام في إطاره.

بداية يعرض المقال الكتب النظرية التي تتناول موضوع البحث، والتي تشتمل على نتائج أبحاث ودراسات رئيسية حول تصرفات الضيوف في مقابلات الواجب وعن تطور هذا النوع من المقابلات مع الطرف الثاني من اطراف الصراع.

بعد ذلك يفصل المقال اسلوب الدراسة التي تم اختيارها لغرض تحليل تصرفات الضيوف الاسرائيليين، والجزء الرئيس من هذا المقال يشمل نتائج البحث مرتبة حسب تصنيفات رئيسية وبعد ذلك نقاشها، والاستنتاجات الناجمة عنها والاجمال.

التصرف في مقابلات "الاستجواب"

يعترف الكاتب في مقاله أن مقابلات "الاستجواب" والتي يطرح فيها المذيع في القناة الأسئلة على ضيفه الإسرائيلي، تهدد صورة الأخير، حيث يتكلم المذيع باسم الجمهور وعلى الضيف أن جيب ويبرر فتكون المقابلة مشابهة لـ"محكمة الجمهور".

ويقول الكاتب: "الحفاظ على الصورة الايجابية في المقابلات هو هدف رئيسي للضيوف الذين يمثلون جهة معينة، مثل الجيش او الحكومة، ولذا من المهم لهم أن يتم انتقاد أقوالهم من قبل المضيف أو أن تتم مقاطعتهم من قبله".

 ويضيف: "باحثون كثر، ومن بينهم بونيت، حاولو عرض نماذج لإصلاح الصورة في اوقات الازمة، والتي تشتمل على العديد من الامكانيات التي يتم التعبير عنها – من النفي ولغاية الاعتذار. من اجل منح الشرعية للأحداث التي تشكل خطرا على صورة الضيوف، فإنهم يستخدمون ما يعتبر في البحث كـ "اسلوب تعبير دفاعي"، اي استخدام قليل للعواطف وتبرير العنف فقط بصورة مقلصة."

مقابلات "العدو دراما"

ويستذكر الكاتب أن وجود مقابلات مع "العدو" في زمن سابق لم يكن موجودا، بل كانت روابة واحدة فقط هي الموجودة على منصة كل جهة.

ويقول إنه مع تطور شبكات التلفزة فإن وجود مكان لـ"العدو" أصبح لا بد منه، من أجل طرح وجهة نظر بديلة، واستقطاب المزيد من الجمهور.

ويضيف المقال أن الحدة التي يستخدمها المذيع مع الضيف الإسرائيلي، والأسلوب الهجومي في الأسئلة تزيد الجمهور غضبا ويزيد عدد المشاهدين على القناة.

الاسرائيليون في وسائل الاعلام العربية

ويوضح كاتب المقال أن صورة "إسرائيل" في محطات التلفزة العربية سلبية جدا، حيث يتم عرض الاسرائيليين بصورة تشبه تلك التي عرضتها بهم ألمانيا النازية في سنوات الثلاثينيات من القرن العشرين.

ويقول: "شبكة الجزيرة، على سبيل المثال ترى إسرائيل المسؤولة عما يدور في العالم العربي، وذلك من بين الأسباب التي تجعلها تهتم بما يجري بها وتجري المقابلات مع الاسرائيليين، على الرغم من أن القنوات العربية كانت قد بثت في السابق مقابلات مع الاسرائيليين، إلا أن الجزيرة كانت القناة العربية الأولى التي اجرت مقابلات مع ممثلين من الدرجة العليا في النظام الاسرائيلية، مثل شمعون بيرس، وايهود باراك.

ويضيف: "الكثيرون في العالم العربي تفاجئوا من هذه المقابلات التي أجرتها الجزيرة، ووجهوا لها الانتقادات على قيامها بذلك، وكان هناك من تمادى في وصفها بأنها " ممثلة للاستخبارات الاسرائيلية".

قنوات البث العربية تزيد من تغطيتها في فترات التصعيد للصراع العربي الإسرائيلي وتقدم نفسها على أنها الخط المعارض لـ"إسرائيل" بشكل واضح، ولهذا السبب قرر كل من الجيش الإسرائيلي، مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية تعيين متحدثين خاصين لمواجهة ذلك.

تكتيكات المحتوى

في مقابلات عديدة أنكر الضيوف أن "إسرائيل" قامت بالأعمال التي ينسبها اليها المضيف او "العدو" الفلسطيني .

فعلى سبيل المثال، أنكر مندوب الناطق بلسان الجيش باللغة العربية، "افيخاي ادرعي"، أنه خلال عملية "عامود السحاب" وعدت "إسرائيل" الفلسطينيين أنها "ستحرقهم"، وأن سلاح الجو قصف خلال العملية مدرسة في قطاع غزة وأن الجيش الاسرائيلي قام بغارة جوية خلال زيارة رئيس الحكومة المصرية.

وفي معظم المقابلات برر الضيوف استخدام "إسرائيل بالقوة وذلك بأن "العدو" هو الذي بدأ المعركة و"إسرائيل" ببساطة ردت على الاستفزاز من جانبه.

وأحيانا حدد المتحدثون الاسرائيليون أن الاستفزاز من قبل "العدو" يقود الى رد من جانب "إسرائيل": "الاعتداء يرد عليه بالاعتداء" و "الهدوء يرد عليه بالهدوء".

في مقابلات أخرى أكد المتحدثون الإسرائيليون على مضامين جيدة أو أعمال إيجابية "إسرائيل"، وذلك بهدف تعزيز الشعور الإيجابي لجمهور المشاهدين تجاهها وللتقليل من مشاعرهم السلبية تجاه الأعمال التي قامت بها. وفي جزء من المقابلات أشار الضيوف ألى أن "إسرائيل" تضع نصب عينيها الامتناع عن المس بالمدنيين من خلال استخدامها مصطلح "دقة جراحية".

والمتحدثون الإسرائيليون أكدوا أيضا على مضامين "إسرائيل" الإيجابية، مثل كونها دولة ديموقراطية وأخلاقية وتعمل بموجب القانون الدولي.

تكتيك إضافي يتم استخدامه بغرض تخفيف الادعاءات التي تقول إن الحدث يتم التعبير عنه بشكل خاطئ وهو ليس بالخطورة التي يتم الحديث عنه بموجبها، و"إسرائيل" يتم عرضها من قبل المضيفين وكأنها تتوق، وتنجح، بالتسبب بالضرر الخفيف قدر الإمكان في الأرواح من جانب العدو.

وفي حوالي ثلث المقابلات فسر المتحدثون الاسرائيليون أنه ليس هناك دولة في العالم كانت ستجلس مكتوفة الأيدي لو كانت تتعرض لما تتعرض له "إسرائيل"، وفي حوالي نصف المقابلات برروا أعمال "إسرائيل" بالادعاء أنها بذلك تدافع عن مواطنيها. مرة تلو المرة أوضح الضيوف أن "إسرائيل" لا يمكنها ان تسكت امام هجمات العدو، وامام ضائقة مواطنيها.

وفي معظم المقابلات هاجم المتحدثون الإسرائيليون الأطراف التي توجه إليها الاتهامات، سواء أكانت هذه الجهات أطراف فلسطينية أو دولية، أو من يجري المقابلة نفسه. مرات عديدة اتهم الضيوف "العدو" في استخدام الدعاية الكاذبة وفي بث الأكاذيب.

واتهم الضيوف الإسرائيليون في أكثر من مرة مضيفهم أو القناة المضيفة بعدم الحيادية وبعرض معلومات خاطئة.

تكتيكات حوار الضيف

في جزء كبير من المقابلات قام الضيوف الاسرائيليون بإصلاح معلومة جاء بها المضيف أو طلبوا منه أن يحضر أدلة على أقواله، حيث من الممكن ربط هذه الخطوة إلى تصنيف "مهاجمة المهاجم" التي تم ذكرها أعلاه.

في حوالي نصف المقابلات التي أجراها الضيوف الاسرائيليون فقد قاموا بتوجيه الأسئلة لمضيفيهم، أي على عكس الدور المنوط بالمضيف الذي يتخذ لنفسه دور النقيض.

في جزء من المقابلات أعرب الضيف عن غضبه لان المضيف لا يعطيه المجال لاستكمال أقواله.

تكتيك مهم استخدمه الضيوف من أجل دعم أقوالهم وكان في استخدام مضامين من تلك التي تبثها القناة التي تجري المقابلة. استخدام كهذا اعتبر أكثر موثوقية ويصعب الأمر على المضيف في مهاجمة اقوال الضيف.

الضيوف الاسرائيليون حاولوا أحيانا ان يوصلوا رسالتهم عن طريق كلمات التأكيد، وفي مقابلات عديدة كرر المتحدثون الاسرائيليون عدة مرات نفس الرسالة، وذلك من اجل عرض حضور خطابي وتنفيذ الاقوال التي يريدون نقلها.